واشنطن وباريس تربطان مفاوضات جنيف بإغاثة حلب

  • 8/12/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت الولايات المتحدة وفرنسا بالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول الى مدينة حلب المحاصرة شمال سورية، قبل عقد جولة جديدة من محادثات السلام التي تأمل الأمم المتحدة باستئنافها في جنيف بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة، في حين دعت روسيا الى عدم الربط بين الأمرين. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور للصحافيين، في ختام اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، أن استئناف مفاوضات جنيف أمر ملحّ، «لكنّ الإطار الذي تجري فيه المفاوضات يجب أن يكون صحيحاً أيضاً». وأضافت أنه «في ما خصّ وصول المساعدات الإنسانية (...) نحن نسير الى الخلف». ومنذ شهر، اشتدت المعارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على جبهة حلب، حيث يحشد كلا الطرفين حالياً العديد والعتاد استعداداً لمعركة ضخمة يمكن أن تشكل منعطفاً في مسار الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات. وكانت الأمم المتحدة دعت الثلثاء الى هدنة إنسانية في حلب، في حين قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن سكان كبرى مدن الشمال السوري محرومون من المياه الجارية منذ أربعة أيام، والوضع فيها «كارثي». واستمع مجلس الأمن الدولي الثلثاء الى إحاطة من المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي أعرب عن أمله بأن يتم استئناف مفاوضات جنيف في نهاية الشهر الجاري، وشدد في الوقت عينه على وجوب منع حصول كارثة إنسانية في الشهباء، وفق ما أفاد ديبلوماسيون. وإثر الإحاطة، جدّد منسق شؤون المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفان أوبراين، دعوته الى هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب، مشيراً الى أن جميع أعضاء مجلس الأمن أيدوا دعوته هذه في موقف «مشجع». وقال مساعد المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة أليكسيس لاميك للصحافيين: «لست أرى كيف يمكننا أن نجري مفاوضات جدية إذا لم يكن هناك حدّ أدنى من المناخ الملائم لذلك». أما السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، فكشف أن موسكو تبحث مع واشنطن في مسألة إيصال مساعدات إنسانية الى حلب، لكنها ترفض أي ربط بين استئناف المفاوضات والوضع في هذه المدينة. وأوضح تشوركين أن العقبة الكأداء في المفاوضات هي إصرار المعارضة على رحيل الرئيس الأسد عن السلطة. وقال: «كلما تراجع مستوى العنف كان ذلك أفضل للمحادثات... لكن يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لها». وكسرت المعارضة المسلّحة فعلياً حصاراً تضربه الحكومة منذ شهر على شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة السبت، ما أدى إلى قطع طريق الإمداد الرئيسي للحكومة، وأثار احتمال أن يصبح غرب حلب الذي تسيطر عليه دمشق محاصراً. وطالب تشوركين الدول ذات التأثير في المعارضة السورية، أن تتأكد من استعدادها للمحادثات في المستقبل. وأردف: «يأتون إلى المحادثات من دون أن يقولوا أي شيء، إذ يكتفون بالقول: الأسد يجب أن يرحل، وهذا ليس موفقاً تفاوضياً». وانهارت مفاوضات السلام في نيسان (أبريل) الماضي، بعد مغادرة وفد المعارضة لاتهامه الحكومة بتجاهل وقف القتال الذي تم التوصل إليه في شباط (فبراير). وزاد تشوركين أن الولايات المتحدة وروسيا تبحثان «في شكل عملي جداً» في جنيف، كيف يمكن إيصال المساعدات إلى حلب، وأن موسكو تدعم وقفاً في القتال لمدة 48 ساعة، لكن هدنة من هذا القبيل «لا تنطبق على الإرهابيين».

مشاركة :