كسور العظم... كيف أساعد طفلي؟

  • 8/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أن كلمة {شدخ} قد تبدو أكثر خطورة، فإنها ليست سوى اسم آخر للعظم المكسور. لا بدّ من أنك تتذكّرين من مرحلة طفولتك أن الكسور أمر شائع جداً خلال الطفولة. في الواقع، تحتل المرتبة الرابعة من الإصابات الأكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين لم يتجاوزوا ست سنوات. ويسبّب السقوط أكبر عدد من حالات الكسور في هذه الفئة العمرية، ولكن بالإجمال، ينتج معظم حالات الكسور الأكثر خطورة من حوادث السيارات. يختلف العظم المكسور بين الشخص البالغ والطفل، ذلك أن العظم الشاب أكثر مرونة ويتمتّع بطبقة غطاء أكثر سماكة، ما يجعله أفضل بالقدرة على امتصاص الصدمات. ونادراً ما يتطلّب عظم الأطفال إصلاحاً جراحياً، بل يحتاج إلى الراحة خلال التجبير. أنواعها لدى معظم الأولاد، يكون العظم المكسور إما {كسر الغصن النضير} إذ يلتوي كالخشب الأخضر وينكسر من جانب واحد، أو { كسراً حيدياً» إذ يلتوي ويضعف ولكنه لا ينكسر بالكامل. أما الكسر الذي يُسمي «كسر الالتواء» فيشير أيضاً إلى التواء العظم من دون أن ينكسر، وهي حالة شائعة نسبياً لدى الأولاد. أما حين ينكسر العظم بالكامل فتسمى الكسور «الكاملة»، وقد تحصل أيضاً لدى الأولاد. ولأن عظم طفلك لا يزال في مرحلة النمو، يكون عرضة لأنواع إضافية من الكسور غير شائعة لدى الكبار، وتشمل أضراراً تصيب صفائح النمو على أطراف العظم التي تنظّم النمو في المستقبل. إن لم يتعافَ هذا الجزء من العظم بشكل كامل بعد التعرّض للكسر، قد ينمو العظم من زاوية واحدة أو بشكل أبطأ من نمو العظم في الجسم. للأسف، قد يكون التأثير على نمو العظم غير مرئي لسنة أو أكثر، لذلك يجب أن تُتابع هذه الكسور بعناية من طبيب الأطفال لفترة 12 إلى 18 شهراً للتأكّد أن ما من ضرر في النمو. تحتاج الإصابات التي تتعرّض لها صفيحة النمو إلى جراحة أحياناً للحدّ من المشاكل في النمو مستقبلاً. مثلاً، تتسبّب الكسور في المنطقة المحيطة للكوع غالباً بخلل في نمو الذراع، وينتج من ذلك التواء، لذا يخضع كثير من المصابين لجراحة، ويتابعهم اختصاصي تقويم عظم. تُصنّف الكسور أيضاً تحت فئة «الكسور غير المنزاحة»، حين يبقى العظم المكسور في موضعه الطبيعي، أو «الكسور المنزاحة» حين ينفصل الطرفان أو يصبحان في وضعية غير صحيحة. أما بالنسبة إلى الكسور «المفتوحة» أو «المركّبة»، فيظهر العظم من خلال الجلد. إن ظلّت البشرة سليمة، يكون الكسر «مغلقاً». علامات وأعراض لا يسهل دائماً معرفة ما إن كان العظم مكسوراً، خصوصاً إن كان الطفل صغيراً ويعجز عن التعبير عن شعوره. عادةً، عند وجود كسر، سترين تورّماً وسيظهر الألم بوضوح على طفلك وسيكون غير قادر على تحريك الطرف المصاب. مع ذلك، قدرته على تحريك العظم لا تعني غياب الكسر. إن كنت تشكّين في وجود كسر، أبلغي طبيب الأطفال فوراً. العلاج المنزلي إلى حين يتمّ فحص طفلك في عيادة طبيب الأطفال، أو غرفة الطوارئ أو مركز العناية العاجلة، استعملي حبلاً لرفع اليد أو صحيفة ملفوفة أو مجلّة كجبيرة لليد لتحمي الإصابة من أي حركة غير ضرورية. لا تعطي الطفل أي شيء ليتناوله أو يشربه أو مسكّناً للألم من دون استشارة الطبيب أولاً، ولكن إن كان ولدك أكبر سناً، يمكنك أن تستعملي منشفة باردة ليضعها على منطقة الإصابة لتخفيف الألم. انتبهي، قد تجرح البرودة الشديدة بشرة الرضّع والأطفال، لذا لا تستعملي مكعبات الثلج معهم. إن كسر ولدك رجله، لا تحاولي أن تحرّكيه بنفسك. اتّصلي بسيارة إسعاف ودعي المسعفين يشرفون على نقله ويجعلونه يشعر بالراحة إلى أقصى درجة ممكنة. إن كان جزء من الإصابة مفتوحاً وينزف دماً، أو إن كان العظم ناتئاً من خلال الجلد، اضغطي على الجرح بشدّة ثم غطيه بضمادة نظيفة (من الأفضل أن تكون مطهّرة). لا تحاولي أن تعيدي إدخال العظم تحت الجلد. بعد معالجة الإصابة، كوني متيقظة من الحمى التي قد تدلّ على أن الجرح ملتهب. علاج محترف بعد فحص الكسر، سيطلب الطبيب صورة شعاعية لتحديد مدى الإصابة. إن شكّ في أن صفيحة النمو مصابة، أو إن كان العظم خارجاً عن أمكنته الأساسية، حينها تصبح استشارة اختصاصي تقويم العظم ضرورية جداً. لأن عظم الأطفال يتعافى بسرعة وبشكل صحي، كل ما نحتاج إليه لمداواة الكسور الصغيرة لصقة أو جبيرة من الألياف الزجاجية، وأحياناً جبيرة لمنع الحركة قد تكون كافية. أما في حالة الكسر المنزاح، فقد يتحتّم على الجرّاح إعادة العظم إلى مكانه الطبيعي، من خلال «الردّ المغلق»، إذ يستعمل بنجاً موضعياً أو عاماً، ثم يعالج وضعية العظم حتى يعود إلى أمكنته ثم يضع جبيرة. يبقى «الردّ المفتوح» وهي جراحة في غرفة الجراحات، ولكن نادراً ما تُعتمد لمعالجة الأطفال. بعد إجراء الجراحة، تُستخدم جبيرة على العظم المكسور إلى حين تعافيه، وعادةً ما يستغرق ذلك نصف المدة التي يتطلّبها تعافي عظم الكبار أو أقل، نسبةً إلى سنّ الطفل. الأمر الجيد في حال إصابة الطفل في كسر أنه ليس من الضروري أن يكون العظم في وضعيته المثالية ما دام في المكان المناسب نوعاً ما، لأنه سيعود إلى مكانه الطبيعي مع تقدّم الطفل بالعمر. قد يطلب طبيب الأطفال صوراً شعاعية دورية أثناء فترة تعافي العظم، كي يحرص على أن يستعيد مكانه بشكل طبيعي. تساعد الجبيرة غالباً في الراحة السريعة أو على الأقل الحد من الألم. إن شعر ولدك بأن الألم يزداد أو بتنميل أو أصبح لونه شاحباً أو أصبح لون أصابع يديه أو رجليه أزرق، اتّصلي بالطبيب فوراً، فقد يدلّ ذلك على أن الطرف قد تورّم وبات بحاجة إلى مساحة أكبر داخل الجبيرة. وإن لم يتمّ وضع الجبيرة بشكل مناسب، قد يضغط الورم على الأعصاب والعضلات والأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ضرر دائم. بهدف الحدّ من الضغط، قد يشقّ الطبيب الجبيرة ويفتحها من إحدى الزوايا أو قد يستبدل بها جبيرة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، عليك أن تبلغي طبيبك إن انكسرت الجبيرة أو أصبحت رخوة، أو إن أصبحت اللصقة رطبة ولزجة. فإن كانت الجبيرة غير موضوعة بشكل مناسب وآمن، لن تعيد العظم إلى حاله الطبيعية. ويشكّل العظم الذي تعرّض لكسور مرّات عدّة عقدة قاسية في منطقة الكسر في خلال عملية التعافي. ومع كسر الترقوة بشكل خاص، قد يبدو ذلك سيئاً، ولكن ما من علاج له ولن تكون العقدة دائمة. سيعود العظم إلى حاله الطبيعية بعد بضعة أشهر.

مشاركة :