البوعينين: الظلم والمعاصي مغلظة الإثم في الأشهر الحرم

  • 8/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تناول فضيلة الداعية الشيخ أحمد البوعينين موضوع مكانة الأشهر الحرم في الإسلام، مشيراً إلى أن سبب تعاسة البشرية اليوم وشقائها هو غفلتها عن هذه الأشهر التي حرمها الله، وأكد تحريم الظلم والمعاصي فيها، مؤكداً أن الحسنة إذا كانت تعظم بحسب الزمان والمكان، فإن المعصية مثلها تعظم بحسب الزمان والمكان، وما يشاهد اليوم من قتل وتدمير في الأشهر الحرم أمر يندى له الجبين، ويؤكد عظمة هذا الدين. ولفت في خطبة الجمعة أمس بجامع صهيب الرومي -لفت- إلى أن العرب في الجاهلية كانوا يضعون السلاح في هذه الأشهر الحرم، فكان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فلا يستطيع أن يوغر صدره، ما دام في الأشهر الحرم، ثم جاء الإسلام فأكد حرمتها، حيث يقول الله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..»، كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمتها ومكانتها في حجة الوداع، فعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان». متفق عليه. خطورة الظلم في الأشهر الحرم ويقول القرطبي رحمه الله: (خص الله تعالى الأربعة الأشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل الزمان، كما قال تعالى (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، وإن من الحكمة أن المعصية حرام، وأن من تعظيم الأشهر الحرم أن الإنسان لا يعصيه فيها، كما أنه لا يجوز أن يعصيه في غيرها، لكن كما أسلفنا فالحسنة والسيئة تعظمان بحسب الزمان والمكان. وكما أن الله تبارك وتعالى: اصطفى من الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل، واصطفى من الأنبياء محمدا وإبراهيم وموسى وعيسى ونوحا، واصطفى من الكلم ذكره، واصطفى من البقاع المساجد الثلاثة، واصطفى من الليالي ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان، واصطفى من الأيام يوم الجمعة وأيام العشر من ذي الحجة، فإنه اصطفى من الشهور شهر رمضان والأربعة الحرم، فذو القعدة وذو الحجة من أشهر الحج وشوال كذلك من أشهر الحج ومحرم من الأشهر الحرم وليس من أشهر الحج. ولفت فضيلته إلى أن العمل الصالح في الأشهر الحرم يضاعف ثوابه، فأفضل الصيام بعد رمضان يكون في الأشهر الحرم ومنها عاشوراء، وظلم النفس محرم في كل الأشهر، لكنه أخطر وأشد عقوبة إذا كان في الأشهر الحرم، من هنا نعلم أن في السنة مواسم يجب علينا استغلالها والإكثار من الأعمال الصالحة فيها، ومن أفضل مواسم السنة بعد رمضان وموسم الحج، هذه الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، فعلينا أن نستغل هذه الأيام وعدم تضيعها في اللهو، فأعمار الأمة قليلة، لكن خصها الله بهذه المواسم لتدرك بها أعمار الأمم السابقة.;

مشاركة :