«داعش» يطلق سراح مئات المدنيين غداة احتجازهم دروعاً من منبج

  • 8/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق تنظيم «داعش» سراح مئات المدنيين بعدما أخذهم دروعاً اثناء خروج آخر عناصره من مدينة منبج الاستراتيجية، حيث تلقى خسارة هي الأكبر على يد «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية المدعومة من واشنطن. وبعد معارك عنيفة بين الطرفين استمرت حوالى شهرين ونصف الشهر، باتت منبج التي شكلت منذ العام 2014 أحد أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب خالية من المتطرفين الذين انسحب من تبقى منهم أمس، متخذين نحو الفي مدني من سكان منبج دروعاً، لتجنب استهدافهم اثناء توجههم الى مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «بعد وصول قافلة تنظيم الدولة الإسلامية مساء الجمعة من منبج الى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الأحرار». وأوضح عبدالرحمن ان «جزءاً من المدنيين المختطفين من عائلات المتطرفين، أما الجزء الأكبر فهم مدنيون من سكان منبج، تم استخدام بعضهم دروعاً بشرية، وآخرون فضلوا الخروح مع عناصر التنظيم». وأكد مصدر في «قوات سورية الديموقراطية» انه «تم إطلاق سراح البعض وتمكن آخرون من الفرار على الطريق» الى جرابلس شمالاً، من دون أن يكون في وسعه أن يؤكد اذا اطلق سراح جميع المدنيين. وغالباً ما يلجأ تنظيم «داعش» الى احتجاز المدنيين لاستخدامهم دروعاً بشرية تفادياً لاستهدافه. وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية»، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، في السادس من الشهر الجاري من السيطرة على مدينة منبج مع استمرار عمليات التمشيط لطرد آخر المقاتلين الجهاديين فيها، إثر هجوم بدأته في 31 أيار (مايو) بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية. وتقع منبج على طريق إمداد رئيسي لتنظيم «داعش» بين الرقة، معقله الأبرز في سورية، والحدود التركية. ووفق واشنطن، شكلت المدينة نقطة دخول وخروج مقاتلين أجانب من والى سورية. وتحصن الجهاديون في الأيام الأخيرة في منطقة المربع الأمني في وسط منبج، قبل انسحابهم تدريجياً في اليومين الأخيرين الى حي السرب على أطراف المدينة الشمالية، وهو الحي الذي انسحبوا منه مع المدنيين. وأكد المصدر في «قوات سورية الديموقراطية» لوكالة :فرانس برس» انه «لم يبق حتى الآن عناصر لداعش داخل منبج». وأوضح عبدالرحمن بدوره: «لم يبق اي جهادي او مناصر لتنظيم داعش في منبج، جميعهم خرجوا». وفي مقاطع فيديو من داخل منبج بثتها «كوردستان 24»، وهي قناة كردية تبث من مدينة اربيل العراقية، يقف رجل امام الكاميرا ويقص لحيته بواسطة مقص صغير قبل أن يتوجه الى شخص آخر ويقص لحيته ايضاً. وظهرت سيدة تعمل على حرق النقاب الأسود الذي كانت ترتديه على الرصيف في وقت يعانق السكان بعضهم بعضاً ابتهاجاً بخروج آخر مقاتلي التنظيم من المدينة. ويفرض تنظيم «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها احكاماً وقوانين صارمة منها منع الرجال من حلق ذقونهم وإجبار النساء على الاتشاح بالسواد من رؤوسهن الى أخمص اقدامهن تحت طائلة عقوبات قاسية. وبعد اقتحامها المدينة، واجهت «قوات سورية الديموقراطية» مقاومة شرسة من المتطرفين الذين لجأوا الى زرع الألغام وتفجير السيارات فضلاً عن احتجاز المدنيين لإعاقة تقدم خصومهم. وقال مصدر كردي لـ «فرانس برس»: «المعركة كانت قاسية جداً، لأسباب عدة أهمها استخدام المدنيين دروعاً بشرية، كما زرع مقاتلو داعش الالغام في شكل لا يوصف». ووثق «المرصد السوري» منذ اطلاق «قوات سورية الديموقراطية» معركة تحرير منبج في 31 ايار (مايو) مقتل «437 مدنياً، بينهم 105 أطفال». وقتل 203 منهم جراء ضربات طائرات التحالف الدولي في مدينة منبج وريفها. كذلك قتل 299 عنصراً من قوات سورية الديموقراطية مقابل 1019 مقاتلاً على الأقل من تنظيم «داعش» خلال المعارك وجراء ضربات التحالف الدولي. وتعد منبج الخسارة الأبرز للتنظيم على يد «قوات سورية الديموقراطية» التي كانت قد طردته من مناطق عدة في شمال وشمال شرقي سورية منذ تأسيسها في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. في واشنطن، كان مسؤول في البنتاغون قال الجمعة إن تنظيم «داعش» أصبح على أعتاب الهزيمة بعدما تمكنت «قوات سورية» من السيطرة على الجزء الأكبر من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي اثر معارك استمرت أكثر من شهرين. وقال نائب المتحدث الإعلامي باسم البنتاغون غوردون تروبريدج إنه «رغم استمرار المعارك في منبج، فإن تنظيم داعش أصبح على أعتاب الهزيمة في شكل واضح. لقد خسر وسط منبج، وفقد السيطرة» على المدينة. وأضاف أن التنظيم «أظهر باستمرار استعداده لتعريض حياة الأبرياء للخطر، في انتهاك صارخ ليس فقط لقوانين النزاع المسلح بل لآداب السلوك الإنساني».

مشاركة :