الموصل 2003.. دروس للمعركة ضد «داعش»

  • 8/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في الشهور القليلة القادمة، ستقوم قوة مشتركة مشكلة من قوات الأمن العراقية العربية والكردية، تشمل فصائل سنية متنوعة، وربما بعض عناصر الميليشيات الشيعية، بدخول الموصل، وتطهيرها من متطرفي تنظيم «داعش»، ومن ثم العمل على إرساء قواعد الحكم، وتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، في واحدة من أكثر المدن العراقية تعقيداً، وفي المحافظة التي تنتمي إليها. ليس هناك شك في أن «داعش» سيُهزم في الموصل، لكن السؤال هو: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ وهل يتمكن الجهد المبذول في فترة ما بعد «داعش» من حل النزاعات التي يتوقع أن تحدث حول العديد من الموضوعات، وتحقيق استقرار دائم لواحدة من أكثر محافظات العراق تنوعاً وصعوبة؟ التوقعات المتعلقة بعملية تطهير الموصل، تعيد إلى الأذهان تجارب ربيع عام 2003، عندما تمكنت الفرقة 101 المحمولة جواً التي كان لي شرف قيادتها، من دخول الموصل وسط حالة هائلة من الفوضى والاضطراب. كانت مهمتنا الأولى، بمجرد استعادة قدر من النظام، هي تحديد الطريقة التي يمكن بها تثبيت منظومة الحكم. واستدعى ذلك منا الاستعانة بشركائنا العراقيين، من أجل إدارة مدينة تضم مليوني نسمة تقريباً، وبقية محافظة نينوى، وهي منطقة كبيرة لم نكن نعرف عنها سوى أقل القليل. تعيين مجلس تمثيلي مؤقت للعمل معنا في نينوى في ذلك الوقت، لم يكن بالأمر اليسير، لكن تكوين هذا المجلس والتطورات التي تلت ذلك، تنطوي في جوهرها على دروس مهمة للجهد المقبل في الموصل. والتحدي الذي تشكله الموصل ونينوى، يكمن في وجود ذلك العدد الكبير من الجماعات العرقية، والطوائف الدينية، والقبائل، والعناصر الأخرى، في المحافظة. وقد تأكدنا في حينه أن مجلس المحافظة قد اشتمل على ممثلين من كل منطقة من مناطق نينوى، ومن كل طائفة دينية كبيرة (سنة، شيعة، ومسيحية، وشبك)، ومن كل مجموعة عرقية (العرب، والأكراد، واليزيديين، والتركمان)، ومن بقية العناصر الاجتماعية (الأكاديميون العاملون في جامعة الموصل، ورجال الأعمال، والجنرالات المتقاعدون، على سبيل المثال لا الحصر)، ومن كل قبيلة كبيرة غير ممثلة بالقدر الكافي. كنا قادرين آنذاك على تكوين مجلس انتخابي مؤقت، وقام هذا المجلس بدوره في اختيار محافظ مؤقت وقدير (عربي سني)، إذ أخذنا في الاعتبار أن العرب السنة يشكلون غالبية سكان نينوى. كان جنرالاً سابقاً ومحترماً في الجيش العراقي، وحاصلاً على العديد من الأوسمة، قُتل أخوه على أيدي نظام صدام حسين، كما وضع هو نفسه رهن الإقامة الجبرية لفترة طويلة من الزمن. ... المزيد

مشاركة :