معركة الموصل.. دروس للجيش الإسرائيلي

  • 10/28/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنفاق هجومية، وقناصة، وقوات خاصة للسيطرة على الأحياء وستائر دخان في السماء لمنع جمع المعلومات. الوسائل التي يتخذها «تنظيم الدولة» في العراق تشبه تلك التي سيستخدمها «حزب الله» وحماس في المواجهة القادمة ضد الجيش. ولكن أيضا هناك اختلافات. بدأت معركة الموصل لتوها، ولكن يمكن الآن بالفعل ملاحظة أن أساليب القتال لـ «تنظيم الدولة» مشابهة جدا، ومتطابقة أحيانا، لأساليب القتال التي ينوي «حزب الله» وحماس اتخاذها في المواجهة القادمة مع إسرائيل. المقارنة بين الطريقة التي يحارب بها «تنظيم الدولة» الآن القوات التي تهاجمه، وبين أساليب القتال المتوقعة لـ «حزب الله» وحماس، ترتكز على تصريحات القادة والمنشورات العلنية لهؤلاء القادة وعلى الاستعدادات التي يقومون بها حاليا على الأرض. في السياق القريب منا، يمكن أن نتوقع أن «حزب الله» وحماس سيحاولان في الحرب القادمة عرقلة أو تأخير العملية البرية الهجومية للجيش عن طريق الهجوم المفاجئ على أحياء إسرائيلية. وربما يحاولون أيضا أخذ رهائن من أجل إيقاف الهجوم الإسرائيلي المتقدم، كما فعل «تنظيم الدولة» في بلدة برطلة التي تبعد عن الموصل حوالي 20 كيلومترا، وفي قرى أخرى من المنطقة ذاتها. قال الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله عدة مرات في خطاباته مؤخرا إن «حزب الله» ينوي اقتحام الجليل والسيطرة على الأحياء المحاذية للجدار وأيضا بعمق عدة كيلومترات من حدود لبنان بهدف عرقلة القوات المدرعة للجيش التي ستكون في طريقها إلى مناطق التجمع أو إلى داخل الأراضي اللبنانية. من المرجح أن يحاول «حزب الله» إخفاء شحنات ناسفة على محاور حركة القوة المدرعة للجيش التي ستدخل للسيطرة على مناطق إطلاق الصورايخ وتسعى إلى المضي قدما بسرعة. سوف يجتهد «حزب الله» لإعاقتها عن طريق هذه العبوات الناسفة والألغام، ولكن أساسا من خلال محاولات القوة الخاصة لـ «حزب الله» (قوة رضوان) للسيطرة على مستوطنات مدنية واتخاذ رهائن. لا توجد لدى «حزب الله» آبار نفط لإحراقها حتى تغطي السماء بدخان أسود لتحييد الطائرات بدون طيار والمراقبة الجوية الإسرائيلية. لذلك يمكن افتراض أن «حزب الله» ربما ينوي أن يفعل ما حدث في كوسوفو: إحراق مواد أخرى تنتج دخانا كثيفا وتحقق نفس الهدف لتحييد أفضلية إسرائيل في الجو وجمع المعلومات. سوف يعمل حماس بأساليب مختلفة قليلا، ومع ذلك من المهم التأكيد أن حفر الأنفاق الهجومية داخل أراضي إسرائيل، يهدف لتمكين مقاتلي قوته الخاصة من السيطرة على المستوطنات واتخاذ رهائن، وخصوصا لضرب خلفية قوات الجيش المتحركة إلى داخل أراضي القطاع. هناك مكون آخر في قتال «تنظيم الدولة» له صلة بنا هو أنفاق القتال. هدفها ليس بالضرورة اقتحام الأراضي التي يسيطر عليها العدو، ولكن كمخبأ من الغارات بشكل يسمح لـ «تنظيم الدولة» بالقتال ونقل مقاتليه وأسلحته بسرعة من مكان إلى آخر. هذا بالضبط هو هدف الأنفاق القتالية التي حفرها حماس في غزة المخابئ تحت الأرض التي يحفرها «حزب الله» داخل البلدات والقرى في جنوب لبنان. في هذه الأنفاق يجمعون الغذاء، والماء والذخيرة لتمكينهم من قتال طويل من تحت المنطقة المعمورة ولاستراحة المقاتلين بين مواجهة وأخرى. مخطط القتال داخل الموصل مشابه أيضا لما يخطط له «حزب الله» وحماس: استخدام الأنفاق للظهور في أماكن مفاجئة، والظهور على الأسطح وقنص القوات. ولكن في مجال واحد هناك اختلاف بين «حزب الله» وحماس، وهو أنه في القتال داخل المدن على ما يبدو لن يترك «حزب الله» وحماس وراءهم الكثير من المتفجرات التي تنفجر في الجيش، وذلك خوفا على سلامة السكان الذين يعيشون في المنطقة. إن المقارنة بين أساليب القتال التي يتخذها «تنظيم الدولة» وبين تلك التي ينوي «حزب الله» وبدرجة ما أيضا حماس تفعيلها ضد إسرائيل، تتطلب من الجيش مراقبة دقيقة للطريقة التي تحارب بها القوات العراقية والكردية والقوات الجوية الأميركية التي تهاجم الموصل. الدروس المستفادة في الموصل، إذا تم تعلمها في الجيش ودراستها بعمق من أجل مواءمتها بظروفنا، من شأنها أن تساعد الجيش للمواجهة بشكل أفضل في الحروب القادمة في لبنان وغزة.;

مشاركة :