رغم التقرير الكئيب الأخير لمجلس الاحتياط الفيدرالي، وتصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كان مسار الأسواق عموماً نحو الارتفاع وبلغت أعلى مستوى لها تقريباً في أمريكا. وقد كانت آخر بيانات الوظائف إيجابية أيضاً، إلى حد أنه كان يجب أن تشير إلى ارتفاع أسعار الفائدة مع بداية هذه السنة. ومع ذلك، فإن مجلس الاحتياط الفيدرالي لم يلتزم في اجتماع يوليو/تموز برفع أسعار الفائدة في سبتمبر، وما زالت احتمالات الرفع في سبتمبر قائمة عند 22٪ فقط، فيما تستمر أسعار الذهب بالارتفاع نتيجة إجراءات التسهيل الإضافية التي اعتمدتها البنوك المركزية العالمية الأخرى. وسيحدد حدثان مهمان على الأرجح ثقة المستثمرين حتى نهاية الصيف: خطاب رئيسة المجلس، جانيت يلن، في جاكسون هول يوم 26 أغسطس/آب وتقرير التوظيف لشهر أغسطس/آب الذي سيصدر في 2 سبتمبر/أيلول. ومع استمرار الوضع بالإشارة إلى ارتفاع الاقتصاد الأمريكي، تراجعت آخر البيانات الاقتصادية في الصين خلال الأسبوع الماضي، ما يشير إلى أن الاقتصاد الصيني يستمر في مواجهة صعوبات متجهاً نحو مجتمع استهلاكي. وبالفعل، يبقى المستثمرون العالميون، مع عدم تحقيق الإنتاج الصناعي وبيانات التجزئة التوقعات، غير مقتنعين بشأن مسار نمو الاقتصاد رغم كافة جهود البنك المركزي الصيني. العملات على صعيد العملات، يبقى اليورو منخفضاً مقابل الدولار مع استمرار تباين السياسة بين المجلس الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي في تحديد تحرك العملتين. وبدأ اليورو الأسبوع عند 1.1086، وبلغ أعلى مستوى له عند 1.1192 نظراً للسيولة المتوافرة أثناء العطلات وفي غياب صدور أي بيانات مهمة. وأنهى اليورو الأسبوع عند 1.1162. وبعد خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، والتزامه بشراء سندات حكومية إضافية، تستمر أسعار الفائدة في بريطانيا بالتراجع، ما جعل المستثمرين يتجنبون الجنيه الإسترليني. وبدأ الجنيه الأسبوع عند 1.3097، وتراجع خلال الأسبوع نحو أدنى مستويات 1.2900، لينهي الأسبوع عند 1.2920. وفي اليابان، بقي الدولار منخفضاً مقابل الين طوال الأسبوع عقب عطلة يوم الجبل التي يحتفل بها اليابان للمرة الأولى هذه السنة. وبعد أن بدأ الين الأسبوع عند 102.45، تم التداول به في أضيق نطاق هذا الصيف، لينهي الأسبوع عند 101.30. النفط يستمر الخام الأمريكي وبرنت متقلبين، إذ بدآ الأسبوع عند 44.27 و 43.02 وأنهياه عند 44.49$ و $46.97 على التوالي. ورغم أن المخزونات في أمريكا ارتفعت بمقدار 1.1 مليون مقابل توقع بتراجع قدره 1.025 مليون، كانت الأسواق مسرورة بالتعليقات السعودية بأنهم قد ينظرون في تحقيق استقرار العرض، الأمر الذي جعل عملات الدول المصدرة للنفط تحقق مكاسب كبيرة. وقد تفاءل المستثمرون بتعليقات وزير الطاقة خالد الفالح بأن السعودية ستتخذ أي إجراء لمساعدة سوق النفط الخام، ولكن سرعان ما وجهت الأسواق تركيزها نحو اجتماع أوبك القادم في نوفمبر قبل تقرير تحركها المقبل. رفع الفائدة لمرة واحدة قال رئيس مجلس احتياط سان فرانسيسكو، جون ويليامز، إن على مجلس الاحتياط الفيدرالي أن يجري المزيد من رفع أسعار الفائدة هذه السنة، على خلفية تحسن ظروف سوق العمل وأرجحية احتمال أن يرتفع معدل التضخم، قائلاً إنه مع اقتراب الاقتصاد من أهدافه، يمكننا أن نخفف من سرعتنا قليلاً مجدداً على أمل تحقيق هبوط هادئ على مدى السنتين القادمتين. وقال ويليامز لدى سؤاله عما إذا كان يجب أن يتضمن الرفع التدريجي لأسعار الفائدة رفعاً لهذه السنة، في نظري، يتضمن ذلك. وقال ويليامز إنه توقع في بداية السنة أن يرفع المجلس الفيدرالي أسعار الفائدة عدة مرات في 2016، ولكن الأحداث العالمية قد دفعته لوضع خطة مبدئية لوتيرة دفع أكثر تدريجاً. ومن المثير للاهتمام أن نلحظ أن ويليامز ليس من المصوتين هذه السنة ضمن لجنة وضع السياسة للمجلس الفيدرالي، ولكن تعليقاته مراقبة عن كثب لأن آراءه ينظر لها على أنها انعكاس لآراء رئيسة المجلس يلن. تباطؤ منطقة اليورو تراجع الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو 1.2% على أساس شهري في مايو بعد تقدم نسبته 1.4% في إبريل/نيسان، الأمر الذي أثار القلق من نمو تباطؤ النمو. وأفاد التقرير أن تراجع إنتاج الطاقة بنسبة 4.3%، والسلع الرأسمالية بنسبة 4.3%، والسلع الاستهلاكية المعمرة 1.4%، كانت الأسباب الرئيسية للتراجع. وارتفع الإنتاج الصناعي 0.5% على أساس سنوي في منطقة اليورو. وفي الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة، تراجع الإنتاج الصناعي 1.1% بعد أن ارتفع 1.5% في إبريل/نيسان. وأظهرت أكبر تراجعات في منطقة اليورو أن الإنتاج الصناعي الهولندي تراجع 7.8%، و %4.4 في البرتغال، و 4.3% في اليونان. خطأ التوقعات الاقتصادية لا يرى الرئيس السابق لمجلس الاحتياط الفيدرالي، بن برنانكي، أن المجلس سيرفع أسعار الفائدة في أي وقت قريب. وشرح برنانكي أنه ثبت أن معظم مسؤولي المجلس كانوا على خطأ بشأن توقعاتهم الاقتصادية على مدى عدة سنوات مضت، فقد توقعوا أن النمو الاقتصادي سيكون أقوى، فيما سيكون كل من معدل البطالة والمستوى الطبيعي لأسعار الفائدة أعلى. وقال برنانكي إن أعضاء المجلس الفيدرالي يدركون أن العالم يبدو مختلفاً بشكل كبير في بعض الأمور عما كانوا يظنون منذ سنوات قليلة، وأن درجة عدم اليقين حيال كيفية تطور الاقتصاد والسياسة قد تكون الآن مرتفعة بشكل غير اعتيادي. وبالنسبة للمستثمرين، لم يكن واضحاً أية بيانات تراقبها يلن وزملاؤها، إذ إن البطالة قد انخفضت إلى ما دون المعدل الذي يستهدفه المجلس بكثير، والاقتصاد تمكن من النمو بثبات، ومستويات سوق الأسهم وضعت مستويات قياسية جديدة، لتثير بذلك المخاوف من فقاعات في الأصول.
مشاركة :