باتت «البطالة الموسمية» ظاهرة في الدراما المحلية، خصوصاً بعد موسم رمضان، لتدخل الدراما الإماراتية في ما يمكن تسميته «البيات الصيفي». واجتمعت عوامل مختلفة جعلت كثيراً من الممثلين في «إجازة إجبارية». ولا يجد المتابع للصفحات الشخصية للفنانين الإماراتيين على مواقع التواصل الاجتماعي سوى أخبار من قبيل «طبيعة جورجيا الخلابة»، «سيلفي في احد شوارع بانكوك»، وربما مؤشراً لخرائط غوغل بمغادرته أو وصوله إلى أحد المطارات الدولية، لتغيب أخباره الفنية عن الصفحة بشكل واضح. ومع ارتفاع حرارة الصيف، يفضل معظم المنتجين تأجيل بدء مشروعاتهم الدرامية، سواء المرتبطة بتصوير خارجي، أو حتى داخلي، فضلاً عن أن معظمهم يعاني عدم وضوح في الرؤية في ما يتعلق بميزانيات تلك المشروعات، لاسيما أن المنتجين المحليين اعتادوا على سياسة عدم المغامرة في إنتاج أي أعمال إلا حينما يكون هناك ضوء أخضر من إحدى المؤسسات الإعلامية لتمويل العمل، وعرضه على إحدى قنواتها التلفزيونية. لكن بعد الموسم الدرامي الكثيف عربياً، خلال رمضان، باتت الفضائيات المحلية وكذلك في الدول العربية الأخرى، تلجأ إلى إعادة بث المسلسلات الرمضانية من جديد، لتعبئ ساعات بث طويلة. كما لجأت قنوات تلفزيونية إلى شراء مسلسلات تم عرضها على شاشات أخرى خلال رمضان. وفي ظل هذا الوضع، يبقى البدء بإنتاج أعمال درامية جديدة قراراً مؤجلاً ينتظر انتهاء موسم الإجازات. رئيس مجلس إدارة شركة جرناس للإنتاج الفني، الفنان والمنتج أحمد الجسمي، الذي قدم للموسم الرمضاني الماضي ثلاثة مسلسلات، قال إن «هذه المرحلة من كل عام تبقى بمثابة استراحة محارب بالنسبة للفنانين، لكنها ليست كذلك بالنسبة للمنتج، الذي ينبغي عليه أن يقوم بالإعداد للأعمال التي يخطط لإنتاجها، من حيث دراستها، وترتيب جدولها الزمني، واختيار طاقم الممثلين، قبل أن تبدأ الكاميرا بالدوران، ما يعني أنه إن لم يكن مشغولاً بتصوير فعلي، فإن عليه أن يعد أوراقه في ما يتعلق بالعمل الجديد، الذي يمر بمراحل كثيرة قبل الوصول إلى مرحلة الإنتاج الفعلية». واعترف الجسمي بأن حجم المعروض الفني على الممثلين المحليين «لا يستثمر كامل إمكاناتهم»، مضيفاً «تزخر الإمارات بخبرات فنية متنوعة، سواء في مجال الدراما التلفزيونية أو المسرحية، لكن لعدم تناسب المعروض على الممثلين، تفرض حالة متكررة من الكساد، خصوصاً في فصل الصيف». بينما قال الفنان الكوميدي جمعة علي إن «الصيف في الإمارات يمر بطيئاً جداً على الممثل بشكل خاص، لاسيما بالنسبة للفترة ما بين عيد الفطر وعيد الأضحى، والتي تكاد تنعدم فيها عملية تصوير الأعمال، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وغياب الإعلان عن المشروعات الدرامية الجديدة، لذلك فالفنان في هذه الفترة يبقى في حالة إجازة إجبارية». من جانبه، اعتبر الفنان بلال عبدالله معظم الفنانين الإماراتيين في «إجازة إجبارية» بالفعل، ما لم يكونوا مرتبطين بمجموعات فنية بعينها، تؤمّن لهم المشروعات الجديدة بعد انتهاء موسم الإجازات. لكنه قال إن «البطالة بالنسبة للممثل الإماراتي لم تعد موسمية فقط، بل ممتدة على مدار العام، لكنها تزداد بكل تأكيد في فصل الصيف، حتى وإن كانت هناك مشروعات تصوير تستبق الموسم الرمضاني، فإنها غير كافية لإثراء المشهد الفني».
مشاركة :