وردك رويترز قال مسؤولون أكراد إن قوات البشمركة الكردية شنَّت هجوماً جديداً على عناصر تنظيم داعش في وقت مبكر من يوم أمس في إطار حملة لاستعادة مدينة الموصل معقل التنظيم المتشدد. وقال مراسل في وردك التي تقع على بعد 30 كيلومتراً جنوب شرقي الموصل، إن الهجوم بدأ بعد قصف عنيف وعدة غارات جوية نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وتصدى المتشددون للهجوم وأطلقوا قذائف المورتر على القوات المتقدمة، كما فجَّروا سيارتين ملغومتين على الأقل. وتصاعدت سحب الدخان الأسود فوق المنطقة، كما فرَّ عشرات المدنيين صوب خطوط البشمركة رافعين الرايات البيضاء. وقال قائد للبشمركة إنه تمت استعادة 11 قرية من قبضة داعش، بينما تقدمت القوات إلى قوير هدف الهجوم التي تقع على بعد 40 كيلومتراً جنوب شرقي الموصل. وسيسمح إصلاح الجسر الذي دمَّره متشددو داعش في قوير للبشمركة بفتح جبهة جديدة حول الموصل. والجسر مقام فوق نهر الزاب الأكبر الذي يصب في نهر دجلة. وتدريجياً يتخذ الجيش العراقي وقوات البشمركة العاملة في المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي، مواقع حول الموصل الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمالي بغداد. وكان أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، أعلن من جامع الموصل الكبير في 2014 قيام خلافة في المناطق التي استولى عليها التنظيم بالعراق وسوريا. والموصل أكبر مركز حضري يخضع لسيطرة داعش، وكان عدد سكانها قبل الحرب نحو مليوني نسمة. وسيكون سقوطها بمنزلة الهزيمة الفعلية للتنظيم في العراق على حد تعبير رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي قال إنه يهدف إلى استعادة المدينة هذا العام. ويحاول الجيش العراقي التقدم من الجنوب. وفي يوليو سيطر على قاعدة القيارة الجوية الواقعة على بعد 60 كيلومتراً جنوبي الموصل، التي ستكون أيضاً نقطة انطلاق رئيسة للهجوم المرتقب على المدينة. وقال مجلس أمن إقليم كردستان في بيان، إن عملية البشمركة التي بدأت يوم أمس «واحدة من العمليات الهيكلية التي ستزيد أيضاً الضغط على داعش في الموصل وحولها». وفي بغداد، قال بريت ماكجورك المبعوث الأمريكي لدى التحالف الذي يقاتل داعش، أمس، إن الإعداد للهجوم على الموصل «يقترب من المرحلة النهائية.» وأضاف أن التخطيط شمل الاعتبارات الإنسانية. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الشهر الماضي، إنه عند تكثيف القتال حول الموصل يمكن أن يصل عدد من يفرون من بيوتهم في شمال العراق إلى مليون شخص، وهو ما يمثل «مشكلة إنسانية ضخمة.» وخلال الصراع تشرَّد أكثر من 3.4 مليون شخص في مختلف أنحاء العراق، ولجأوا إلى مناطق تخضع لسيطرة الحكومة أو إلى المنطقة الكردية.
مشاركة :