«لص صعلوك» لكنه كريم جواد

  • 8/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الطائف الشرق اتفق محاضرو وضيوف الندوة النقدية للشاعر عروة بن الورد التي أقيمت أمس الأول ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان سوق عكاظ في دورته العاشرة، على أن الصعلكة في حياة الشاعر جاءت طلباً للذكر والجود والكرم الذي عرف به. وبدأ الدكتور عبدالمحسن القحطاني الندوة بقوله: «إن المشاركين يناقشون شخصية وحياة وأشعار الشاعر عروة بن الورد الذي سيقلب مفهوم الجميع عن الصعلكة»، مضيفاً أنه شاعر يرتقي لمرتبة الجود والكرم، وقال: «لا أريد أن أطيل فتكون ورقة خامسة ضمن الأوراق الأربع للضيوف»، ثم بدأ بتقديمهم. ويرى الدكتور عبدالله الزهراني من جامعة أم القرى أن عروة بن الورد يعد من أبرز شعراء الصعاليك، وعرف عنه محبة الناس له، حيث كان جواداً كريماً لم ينفصل عن أهله مثل غيره من الصعاليك؛ فقد كان يسرق الأغنياء البخلاء ليكرم الفقراء. وتطرق الزهراني في ورقته لثلاثة جوانب؛ الأول: نسب عروة من أمه؛ حيث كان يمثل نسبه لأمه أزمة لديه تمثلت في التدني والعار منها ومن قبيلتها «نهد»، والثاني تأنيب الضمير وتمثل ذلك في مخاطبته لزوجته في كثير من قصائده التي تلومه على أفعاله وخروجه للمغامرة والسرقة، وأوردت زوجة عروة أم حسان في تلك القصائد، وأورد الزهراني بعضاً منها: أرى أم حسان غداة تلومني.. تخوفني الأعداء والنفس أخوف. بعد ذلك أورد الزهراني تحوُّل أم حسان في تشجيع عروة على المغامرة طلباً للرزق، وشبهه بحاتم الطائي للصعاليك. وتناولت الورقة الثانية للدكتور أيمن ميدان وكيل كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، حضور عروة بن الورد في التجربة. فيما أشار الدكتور صلاح الدوش من السودان، الأستاذ في جامعة الطائف إلى سييميا الصورة في شعر عروة بن الورد، التي عرَّفها بأنها علم يبحث في أنظمة العلامات والرموز، وذهب إلى أولها وهي الصورة السمعية واصفاً إياها بأنها تبدأ بالصوت، بالتكرار والتوظيف، وينتزعها الشاعر من المجاز والتشبيه والكناية، ثم أورد الصورة الثانية وهي اللفظ مقسماً له إلى لفظ تكراري وتقابلي وإفرادي، وذكر الصورة الثالثة وهي الحركية، لافتاً إلى أن قصائد ابن الورد كأنها مقاطع فيديو. وعلق مدير الندوة الدكتور القحطاني بأن دراسة الدكتور صلاح الدوش دقيقة ومركزة. وتناول الدكتور محمد عطا الله من جامعة الطائف، تشكيل الذات في شعر عروة بن الورد، وقال: «شعر الصعاليك شعر قصصي يصور كل ما يدور في حياة الشاعر»، وقسم ورقته إلى أربعة محاور، ضمت الذات من الموقف الجماعي والفردي، موضحاً لها في دائرة القبيلة والصعاليك.

مشاركة :