غياب التخطيط وراء تدهور السياحة البحرية

  • 8/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر السياحة البحرية من أهم العوامل الهامة التي من الممكن أن تشكل فارقا كبير في حالة استغلالها واستثمارها بالطريقة المثلى خاصة مع كثرة الوجهات البحرية بالدولة وتنوعها، إلا أنها على الرغم من ذلك لم تستغل بشكل كبير، حيث طالب مواطنون عبر «^» باستغلال الوجهات البحرية بالدولة في جذب كثير من السياح، خاصة في ظل وجود المدن الترفيهية والمنتجعات القريبة والمتاحة والأسواق الشعبية المنظمة والمطاعم المرصوصة والمدروسة قائلين: «نحن بحاجة إلى السياحية البحرية المدروسة»، متسائلين: «أين المستثمرون من استغلال البحر كسياحة واستثمار؟!». ففي البداية قال المواطن مالك الدوسري إن الاستثمارات البحرية عندنا محدودة للأسف، على الرغم من وجود واجهات بحرية كثيرة، بل إننا من أكبر البلاد التي تمتلك واجهات بحرية، وهي غير مستغلة بالشكل الكامل، بل تم استغلال جزء بسيط منها في الموانئ، فنحتاج من الجهات المعنية بالاهتمام بهذه الواجهات البحرية بإقامة المنتجعات والمدن الترفيهية والمدن الساحلية وتطوير هذه المنتجعات حتى تجذب عدد كبير من الزوار، فنحن نحتاج إقامة مدن على البحر تحتوي على المدن والفنادق والمطارات وجميع الخدمات. وأشار إلى أن أهم العوامل التي تعوق من تطوير الواجهات البحرية تتمثل في التركيز على السياحية البرية وسياحة المنتزهات والحدائق وسياحة المولات والتسوق بحكم طبيعة المجتمع، إلا أننا بحاجة إلى أن نفتح الاستثمار على المدن الساحلية والشاليهات، وهي تحتاج إلى تضافر الجهود القطاع الخاص مع الجهات الحكومية، مع الاطلاع على تجارب الدول الأخرى في بناء هذه المدن واستغلال المساحات الموجودة. وأوضح أن هناك معوقات اجتماعية تعوق من انغماس الناس بثقافة السياحة البحرية لدينا، فالبحر يعتبر عامل سياحي مهم جدا، بل إن هناك دولا يقوم اقتصادها على الموارد البحرية على سبيل المثال فرنسا وغيرها من الدول التي تستقبل الكثير من السواح عبر سواحلها، فالبحر فنفسية الإنسان تشعر بالراحة والاسترخاء حينما ترى البحر وتتنفس الهواء بالقرب من الشواطئ، مضيفا أن البحر له فوائد تجارية وسياحية وهو عامل جذب متميز، مؤكدا على ضرورة زيادة الوعي بأهمية الترفيه البحري، كما أنه يجب أن علينا أن ننهض بالسياحة البحرية وتنميتها بشكل يتلاءم مع تسهيل الاستثمار ووجود الأكشاك والفنادق وسبل الترفيه المختلفة. من جهته قال محمد النعيمي إن سياحة البحر تمثل نمطا من أنماط السياحة في قطر بوجود أكبر طول شريط ساحلي بدول الخليج، ورغم ذلك فإنه للأسف لا يوجد لدينا إلا استغلال بسيط لها تتمثل في الشواطئ، فسياحة الشواطئ لها متطلبات، مؤكدا أن الاستفادة من الشواطئ مهمة جدا لاسيما أن ميزة السواحل عندنا أنها تمثل سياحة شتوية جيدة نظرا لطبيعتها، بخلاف الخليج الذي يمتاز بالدفء فيمكن أن تكون مميزة بأجوائها، مضيفا أن السياحة في الشواطئ لم تعط حقها بعد. وطالب بأن يتم إنشاء مبان مفتوحة على الكورنيش لا أن يتم إنشاء مبان في الكورنيش مغلقة، مشيرا إلى أن الواجهة البحرية تحتاج إلى مبان تتوافق مع طبيعة البحر بحيث تكون مفتوحة حتى تكون عنصرا رئيسيا لجذب السياح خاصة في المناطق البرية، كما أننا بحاجة إلى النقل البحري في البحر الأحمر، فبدلا من ركوب الطائرة أو السيارة نستقل الواجهات البحرية بالنقل، كما يمكن أن تكون هناك سفن متنقلة لأيام عن طريق البحر يسمح بالإقامة بها. وأشار إلى أننا بحاجة إلى الوعي في تقبل الأفكار الجديدة المتعلقة بالسياحة البحرية، مشيرا بأن السائح عندنا يفضل المولات على السياحة في البحر، فالمسؤولون يجب أن يكونوا معنيون بأهمية اختلاف السياحة البحرية عن السياحات الأخرى، كما أن البعض يفضل السياحة البرية عن البحرية نظرا لأنه مواطن بري بحكم المنشأ وليس بحريا، وبالتالي ثقافة السياحة البحرية عنده قليلة، فهو ضيف على البحر بخلاف الدول الأخرى المجاورة للبحر التي تتعايش مع البحر حتى تصبح جزءا منه. القريصي: نقلة نوعية بقطاع السياحة البحرية بما يواكب التطور الكبير في قطر وفي السياق ذاته قال راشد القريصي رئيس قطاع التسويق والترويج بالهيئة العامة للسياحة إن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة البحرية تعد كأحد أهم مجالات النمو التي تعد بالازدهار لقطاع السياحة عموما والاقتصاد القطري ككل. وأضاف أن الهيئة العامة للسياحة عكفت في الآونة الأخيرة على وضع حجر الأساس لنقلة نوعية في قطاع سياحة البواخر والسفن بما يواكب التطور الكبير الذي يشهده القطاع على المستوى الإقليمي. ويبشر قطاع البواخر والسفن السياحية بفرص نمو واعدة خلال السنوات المقبلة، حيث تجاوز عدد ركاب البواخر السياحية المتجهة إلى دول مجلس التعاون الخليجي خلال موسم 2015/2016 المليون شخص، وهو ما يمثل دفعة هائلة للمنطقة يمكن لقطر أن تفوز منها بحصة كبيرة. وأضاف أن عام 2015 بالتحديد نقطة تحول في مسيرة قطاع البواخر والسفن السياحية في قطر، وذلك مع افتتاح ميناء حمد الذي يسمح باستقبال السفن السياحية الضخمة ويعزز القدرة على استقبال المزيد من زوار السفن والبواخر فيما شهد هذا الموسم الذي انتهى في أبريل من عام 2016 رسو 5 سفن إضافية في قطر. ونوه بأن إحصائيات الفترة من أكتوبر 2016 وحتى أبريل 2017 سوف تبعث على مزيد من الرضا، حيث تم تسجيل 32 سفينة بالفعل كي ترسو في قطر خلال هذه الفترة. وقال إن عدد الركاب الذين استقبلتهم موانئ الدوحة في 2015 بلغ 4000 راكب، مشيرا إلى أن الأعداد المتوقعة من زوار البواخر والسفن السياحية موسم (2015/2016) هو 55 ألف، وفي موسم (2016/2017) بلغ 132 ألف وفي موسم (2018/2019) 250 ألفا. وأكد أن الهيئة العامة للسياحة تعمل عن كثب مع شركائها في موانئ قطر، والإدارة العامة لجوازات المنافذ وشؤون الوافدين، والهيئة العامة للجمارك، وكذلك منظمي الرحلات السياحية ووكلاء الشحن، وذلك من أجل تشكيل إطار عمل داعم للشركات التي تتولى طرح منتجات سياحية وخدمات تلبي احتياجات زوار البواخر والسفن السياحية. وتتطرق الجهود إلى ضمان السلاسة في جميع مناحي القطاع التي تؤثر على تجربة السائح، سواء كانت البنية التحتية، أو إجراءات الحصول على التأشيرة، أو تنظيم الجولات السياحية، مشيرا أن موانئ قطر شريك رئيسي في تنمية قطاع السياحة البحرية القطري خاصة من خلال مشروع إعادة تطوير ميناء الدوحة لتحويله إلى مرفأ دائم لاستقبال البواخر السياحية ومعلم من معالم الجذب السياحي في قطر.;

مشاركة :