حرب بين الأكراد والحشد الشعبي بعد قتال الموصل

  • 8/15/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استرعى الصراع الكردي الشيعي المحتمل في العراق اهتمام صحيفة واشنطن بوست الأميركية، التي كتبت تقول إن البشمرجة وقوات الجيش العراقي والحشد الشيعي وبعض العشائر السنية تغاضت بشكل كبير ومؤقتا عن اختلافاتها القائمة منذ أمد بعيد، كي يواجهوا خطر تنظيم الدولة. وأضافت الصحيفة أن خصومات ومظالم طوائف العراق حول القضايا الحيوية مثل توزيع السلطة والأرض والمال والنفط لم تحل بعد. وركزت الصحيفة على الطريقة التي تدور بها المعارك في العراق، أي خوضها من قبل تشكيلة من مجموعات مسلحة لها أجندات متنافسة، ورأت أن هذه الأجندات تفاقم المشاكل القائمة أصلا وتضيف عليها نزاعات جديدة قد تكون أكثر استعصاءا. ولفتت الصحيفة إلى عدة أسئلة وصفتها بأنها ليس لها إجابة حتى الآن، مثل من سيحكم الأراضي التي انتزعت من قبضة تنظيم الدولة، وكيف ستحكم هذه الأراضي؟ كبير الباحثين بمعهد كارنجي الشرق الأوسط، يزيد الصايغ، يرى أن اللحظة التي سيتم فيها القضاء على تنظيم الدولة هي ذاتها اللحظة التي ستطفو على السطح المشاكل التي سببت هذه الأزمة في المقام الأول. وأوضحت الصحيفة أن مشكلة الأكراد مع حكومة بغداد ستكون من المشاكل الأولى عقب انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة، فأثناء الحرب سيطر الأكراد على مناطق كانت تخضع لسلطة بغداد، ووسعوا من إقليمهم ذي الحكم الذاتي بمقدار %50. مشكلة أخرى تناولتها الصحيفة، هي اقتحام مقاتلين شيعة تحت لواء الحشد الشعبي المدعوم إيرانيا لمناطق ذات أغلبية سنية. وسلطت الصحيفة الضوء أيضاً على الصراع الكردي الداخلي، مشيرة إلى عبور قوات الحماية الشعبية الكردية من سوريا إلى العراق والتصدي لقوات البشمرجة العراقية، فيما يوصف بأنه نزاع كردي بيني معقد. ورصدت واشنطن بوست مظالم السنة التي ساعدت في صعود نفوذ تنظيم الدولة، وقالت إنها لم تعالج حتى الآن، الأمر الذي يثير مخاوف خطر بدء دورة جديدة من التمييز ضد السنة ثم إقصائهم ثم نشوء حركة تمرد تساهم في صعود حركات متطرفة مرة أخرى، بحسب قول الصايغ. واعتبرت الصحيفة الأميركية أن ميدان القتال معقد وفوضوي بحيث يمكن أن يطلق حروبا جديدة، مع تحول الأطراف المنتصرة ضد بعضها بعضا في تخبط للسيطرة على الفراغ الناجم عن هزيمة تنظيم الدولة. وتحدثت الصحيفة إلى عدد من قادة البشمرجة الكردية والذين يرون أن أكبر تهديد لم يعد تنظيم الدولة بل الحشد الشعبي الشيعي، حيث وصفوا ميليشياته بالبربرية والهمجية، وأنه لا يمكن الوثوق بهم. على الطرف الآخر، تشعر الحكومة العراقية وحلفاؤها بالريبة إزاء الأكراد، الذين أعلن رئيسهم مسعود البرزاني أن حدود «كردستان» الجديدة قد «رسمت بالدم»، وأن الأكراد لن يتخلوا عن شبر واحد انتزعته قواته من تنظيم الدولة. ورأت الصحيفة أن معركة الموصل قد تعقد الأمور أكثر، فللمرة الأولى منذ الحرب على تنظيم قبل عامين، تقرر الأطراف المحاربة له جمع قوتهم لاستئصاله، وهي: الأكراد والحشد الشعبي الشيعي وفصائل سنية وأخرى مسيحية، إضافة إلى القوات الأميركية التي بدأت الانتشار جنوب الموصل.;

مشاركة :