قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أسوأ أخطاء الرئيس باراك أوباما هي سماحه للحرب الأهلية في سورية بالاستمرار، في وقت كان بإمكانه القيام بأعمال أقل من التدخل العسكري الأميركي هناك لردع نظام بشار الأسد. وأضاف الكاتب نيكولاس كريستوف في مقال له بالصحيفة أنه في الوقت الذي يرتكب النظام السوري وحليفته روسيا جرائم حرب، بقصف المستشفيات والعمل على تجويع المدنيين، فإن أوباما والعالم لم يفعلا شيئا. ووصف الكاتب الوضع في سورية بأنه سيئ للغاية، قائلا إن هجوم رجل مريض نفسيا على ناد ليلي في أورلاندو في يونيو الماضي وقتله 49 شخصا أقام الدنيا ولم يقعدها، أما ارتكاب مجازر مستمرة بسورية حصدت أرواح نحو 470 ألفا، فلم تحرك ساكن أوباما ولا العالم، مشيرا إلى أن تعامل أوباما في ظل هذه الأوضاع لم يكن على المستوى المطلوب. وأضاف أن أوباما ربما يكون محقا في تحفظه على التدخل العسكري الأميركي، لكن هناك أشياء عديدة يمكن فعلها أقل من التدخل، وبإمكانها إحداث تغيير كبير في الوضع بسورية. ونقل الكاتب عن خبراء عسكريين ومسؤولين أميركيين سابقين قولهم إن من ضمن ما يمكن لأميركا عمله بسورية هو إقامة مناطق آمنة توفر الأمن والحماية والاستقرار للمدنيين في العديد من المناطق بسورية، وتمكنهم من إعادة بناء بلادهم حتى في ظل استمرار الحرب في أجزاء أخرى من البلاد. وأشار كريستوف إلى أن العديد من الخبراء كانوا أوصوا بمحاولة إسقاط مقاتلات سورية حتى لا تستمر في إلقاء البراميل المتفجرة على المستشفيات والمدنيين، واقترح آخرون إطلاق صواريخ من خارج سورية لتدمير مدرجات المطارات التي تطير منها مقاتلات الأسد. وأوضح أن أحد أهداف هذه الإستراتيجيات هو التعجيل بالتوصل لاتفاق لوقف الحرب الأهلية، لكن تردد أوباما جرّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي استبسل في سعيه لوقف طويل المدى لإطلاق النار بسورية، من أوراق كان من الممكن أن تسهل مهمته.
مشاركة :