ليبيا ليست أسوأ أخطاء أوباما.. بل سوريا

  • 8/29/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سلط الكاتب الأميركي روجر كوهين الضوء على مدينة حلب وما بها من أزمات، وقارن أوضاعها بأوضاع مدينة سراييفو التي حوصرت لحوالي أربع سنوات من قبل الصرب قبل نحو عشرين عاما. وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن حلب وسراييفو فيهما كثير من الجوانب المشتركة، فالمدينتان كانتا جزءا من الدولة العثمانية وعاشت فيهما طوائف وديانات متنوعة شملت مسلمين ومسيحيين ويهودا، فضلا عن ثرائهما الثقافي، لكن المدينتين أيضا اجتاحهما العنف الذي كان من بين ضحاياه الأطفال. وركز الكاتب على الوضع في حلب حاليا وسراييفو قبل عشرين عاما، فالأخيرة ظلت على رأس التغطية الإخبارية طوال فترة حصارها التي امتدت لـ44 شهرا، وفرض حلف الناتو منطقة حظر جوي فوقها لمنع تحليق الطائرات الصربية، ونشرت الأمم المتحدة قواتها ذات القبعات الزرق لتقديم الإغاثة، وأمر الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون بعد تردد طويل، طائرات الحلف بقصف مواقع صربية، ما رفع الحصار عن المدينة وتم توقيع اتفاق سلام ناقص. أما حلب، فيقول الكاتب إنها لا تلقى نفس الإلحاح والعجلة كما كانت سراييفو، رغم أنها تتعرض لقصف متواصل من قبل طائرات بشار الأسد وروسيا. وتساءل كوهين: كم عدد المرات التي ذكر فيها الرئيس أوباما حلب؟ وفي أي مناسبات بلندن أو باريس أو برلين أو واشنطن تناقش قضية حلب؟ وأي صحافيين غربيين تمكنوا من دخول المدينة لتوثيق مدى غضبهم حول عمليات القصف؟ وأجاب الكاتب بأن حلب تركت لحالها وحيدة تئن تحت وطأة قنابل الروس وبشار، مشيرا إلى أن العالم الغربي يندب مأساة سوريا لفترة وجيزة بعد رؤيته لصورة مثل صورة الطفل عمران دقنيش المدمي وجهه بفعل قصف طائرات النظام، والطفل آلان كردي الذي غرق على شواطئ المتوسط، لكن هؤلاء الغربيين سرعان ما ينسون سوريا ومعها حوالي 400 ألف شخص قتلوا في الصراع الذي أنتج أيضا 5 ملايين لاجئ ودمر مدينة هي تعبير عن حضارة عمرها آلاف السنوات. واستنتج الكاتب أن القوة الأميركية فقدت مصداقيتها في العقدين الماضيين بدءا بأوكرانيا وسوريا، ما أدى إلى تدخل روسيا في الأحداث العالمية وهي تأمن العقاب الأميركي، مضيفا أن روسيا لم تكن تسلك طريق التدخل بسوريا لولا أنها تيقنت أن أوباما اختار عدم المشاركة في الحرب السورية، واضعا بذلك الأمم المتحدة في موقف صعب. ولفت الكاتب إلى حديث لأوباما قال فيه إن أسوأ أخطائه على الإطلاق هو تدخله عسكريا بليبيا للإطاحة بمعمر القذافي، وإنه -أي أوباما- «فخور بعدم امتثاله «للضغوط» التي مورست عليه للتدخل عسكريا في سوريا عام 2013، رغم تجاوز بشار الأسد «خطا أحمر» رسمه له أوباما وهو عدم استخدام السلاح الكيماوي. ويرى الكاتب أن أسوأ أخطاء أوباما الأزمة السورية التي تعد «كارثة لا يمكن أن تثير أي ذرة من الفخر». ووصف كوهين نهج أوباما تجاه أزمة سوريا بالتخبط الشامل، الذي شمل خطأ هو الأسوأ على الإطلاق، وهو تذبذبه في اللحظة الأخيرة وعدم اتخاذ عمل عسكري لعقاب نظام بشار بسبب تجاوزه «الخط الأحمر»، وهو في رأي الكاتب أضعف كلمة أميركا وقوَّى فلاديمير بوتن والأسد.;

مشاركة :