"ذاكرة جسد" على خشبة الدائري بمسرح عمّون

  • 8/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا بدّ أن تأخذ روايات وحكايات الحب الكثير من تفكيرنا وأجزاء شاسعة من قلوبنا، ولا بدّ أيضاً أنه حين نصنع قصاصات منهما ممزوجة بالبلاد والنضال وهؤلاء الأبطال الذين نراهم خارقين، من يدافعون عن الأرض والوطن، أن تبقى محفورة بكل أشكالها، روائية أو مسرحية أو درامية أو سينمائية، ويبدو أن الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي اكتشفت سر هذه الوصفة وتأثيرها على الإنسان العربي خصوصاً، فصنعت روايتها "ذاكرة جسد"، والتي جذبت الكثير من مخرجي السينما والمسرح والتلفزيون أن يخلقوا شخوصها من جديد ليراهم المتلقي أمامه، ويقارب بين الصورة المتخيلة في السطور، وبين أشكالهم التي قد تكون قريبة جداً إلى خيال المؤلف. ويبدو أن المخرج الشاب المعتمد المناصير أحد هؤلاء الذين أخذتهم وصفة مستغانمي السحرية، وانضم هو الآخر إلى صفوف المخرجين الذين أخرجوا عملها "ذاكرة جسد" على خشبة المسرح، وأدى العمل تمثيلاً كلٌ من "دلال فيّاض، المثنى القواسمة، محمود الزغول، عمر الضمور، وإياد المومني"، وكان ذلك في خامس أيام مهرجان عمّون لمسرح الشباب بدورته الخامسة عشر، وعلى خشبة المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان. الحب والحرب في لوحة واحدة.. جسّد المناصير أحداث رواية مستغانمي، التي تعرض قصة رسام يدعى "خالد بن طوبال"، الذي فقد ذراعه أثناء الحرب، إذ يقع في غرام فتاة جميلة تدعى "حياة"، هي إبنة مناضل جزائري كان صديقاً له أثناء ثورة التحرير، لكن والدها قتل أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر. كما يعرض قصة "حياة" التي تُغرم بخالد دون إعتراف منها بذلك، لحذرها الشديد من الدخول بعلاقة حب معقدة كهذه، ومع ظهور زياد المفاجئ وهو صديق خالد والذي كان مناضلاً في الثورة الفلسطينية، تتشابك الأحداث بين العاشقين بطلي العمل، لكنه وفي النهاية تضطر "حياة" إلى مواجهة تقاليد المجتمع، وتتزوج بشخصية كبيرة وذات نفوذ ضخم في الحكومة الجزائرية، هذا الزواج إضافة إلى ظروف أخرى قاهرة يمر بها خالد تتسبب في إنهيار كلي لحياته. الرواية على الخشبة.. استطاع المناصير بالكثير من لحظات العمل، أن يفصل بشكل متقن بين الحاضر وذكريات الشخصيات الكثيرة، مستعيناً بأسفل المسرح ليكون عالم الذكريات الماضية، وبأعلاه ليجسّد ويعرض الحاضر والأحداث التي تواجه العاشقين "خالد وحياة". ويُؤخذ على المخرج عرضه لأحداث الرواية كما هي بين صفحات الكتاب، بدون أن يتدخل برؤيته الإخراجية بالأحداث أو الموضوعات أو المضمون، فبدا المناصير وكأنه مجرد ناقل للحدث، ولكن هذه المرة على خشبة المسرح.

مشاركة :