نظرت محكمة الجنايات في دبي، أمس، قضية اتجار في البشر، اتهمت فيها أم باكستانية، بالاتجار في طفلتها البالغة من العمر 16 عاماً، وإجبارها على ممارسة الدعارة، بمعرفة والد الطفلة، التي حملت دون أن تعرف من هو والد الجنين. وقال الطفلة في إفادتها بتحقيقات النيابة العامة، إن «أمها أوهمتها بالعمل في صالون في دبي، ثم أخبرتها فور وصولها بأنها ستعمل في الدعارة، وهدّدتها، فوافقت الطفلة في النهاية، لخوفها ولسداد مصروف علاجها وتأمين مصروف حج جدها وجدتها». وفي التفاصيل، أفادت الطفلة (هـ.م.أ ــ 16 عاماً)، النزيلة حالياً بمركز إيواء ضحايا الاتجار في البشر، بأنها قدمت إلى الدولة بناء على طلب والديها، وفوجئت بأمها تجبرها بحضور والدها (ع.م) على العمل في الدعارة، وتعرّضت للسبّ والتهديد حين رفضت، لكنها رضخت خوفاً من والديها، ولحاجتها إلى المال، ثم أرسلتها أمها إلى شخص يدعى (أ)، سلّمها من جانبه إلى زوجته التي اصطحبتها إلى أحد الفنادق، ومنحتها لرجل مقابل 10 آلاف درهم، وقام من جانبه بإخفاء وجهها، وفضّ غشاء البكارة. وأضافت المجني عليها بأن الحال استمرت بها على هذا النحو، إذ دأبت أمها على تسليمها في الصباح لزوجة المدعو (أ)، التي تجبرها في المساء على ممارسة الدعارة مع أشخاص لم تعد قادرة على تحديد عددهم. وأشارت إلى أن والدها غادر الدولة بعد شهر من وصولها، وتركها تعاني لفترة، حتى انتهت تأشيرة إقامة أمها، وغادرت معها إلى بلادها، وقبل شهرين من القبض عليها، عادت مجدداً مع أمها، وأقامتا في دبي بفيلا تضم أشخاصاً كثيرين، وبدأت الأم تتولى عملية استغلالها بنفسها، وظلت على هذا المنوال إلى أن قُبض عليها في فندق، مشيرة إلى أنها طلبت من أحد الأشخاص إبلاغ الشرطة، لكنه خاف ورفض ذلك. من جهتها اعترفت الأم (ر.ب.م) بأنها حصلت على قرض من شخص وتعذر عليها السداد، فقدمت للعمل خادمة قبل ستة أشهر، لكنها لم تجن الكثير من المال، فطلب منها أن تحضر ابنتها، ثم مارس مع الأخيرة الجنس بعد وصولها، هو وصديق له، وتكرر الأمر بعد ذلك مع أشخاص آخرين كانت تعرض عليهم الطفلة. وذكرت النيابة في ملاحظاتها أن المتهم الثاني في القضية يدعى (ع.ن.م)، باكستاني، أقر بأنه كان يعلم بأن المتهمة تستغلّ ابنتها جنسياً باستخدام هاتفه المتحرك، وقرّرت محكمة الجنايات في جلسة أمس تأجيل النظر في القضية لجلسة الأول من سبتمبر المقبل.
مشاركة :