استمتع جمهور فعاليات «عالم مدهش» بالمسرحية الاستعراضية «القصة الكبيرة»، التي قدمها فريق من العارضين العالميين على خشبة المسرح الرئيس في القاعة (1)، أمام جمهور عريض حضر خصيصاً لمتابعة هذا العرض الذي يقدم أول مرة في دبي. «القصة الكبيرة» فتحت صفحات كاملة من الدرامية الاستعراضية المثيرة للإعجاب في الموسيقى، والأداء، والمؤثرات التقنية، والاضاءة التي برزت في عرض متكامل العناصر يرتقي لمستويات عالمية في هذا النوع من المسرحيات التي يستمتع بحضورها الأطفال والكبار على حدٍ سواء. منبّهات «القصة الكبيرة» كتاب مفتوح على مصراعيه أمام جمهور عالم مدهش ليعيش حالة من التنبيه لعرض حديث في كل مقوماته، قادر على شد انتباه المشاهد، وإيقاظ حواسه ليسهم في فك لغز الوئام الذي قد ينشأ بين كائنات متعددة، ومختلفة في الوقت ذاته. وقد ظهر العرض مترابطاً رغم اختزاله في نصف ساعة شهدت إثارة كبيرة، ومشاركة واضحة للجمهور في تكوين مفهوم واحد للحياة التي تقوم على الوئام، والمحبة، ونبذ الصراع، والالتفاف حول الجمال، والابداع كطريق واحد يجمع كل المخلوقات. ويضم «عالم مدهش» نحو 100 لعبة متنوعة تناسب كل الأعمار. العرض حمل الكثير من المفردات التي قدمت للجمهور في لوحات سريعة، ومعبرة، أوصلت الرسالة الرئيسة للنص حول الكون المختزل في كلمات حكاية ما قبل النوم التي يعتاد الإنسان على تكملتها في خياله ومنامه، بعد أن يكون قد قرأ جزءاً يسيراً منها. وفي حين شهدت المسرحية تسارعاً في أداء الجمل الدرامية للابتعاد عن الملل، لجأ النص إلى تكوين تفاصيل دقيقة لقصة طويلة حول الكون، ومخلوقاته التي تتعايش وسط حياة مضطربة، في دقائق مليئة بالموسيقى، والاستعراض، والفنون الحركية الراقية. ويتكون استعراض «القصة الكبيرة» من مجموعة من اللوحات والمشاهد الحركية التي تشد الجمهور لكثافة مفرداتها، وتسارع أحداثها، وحجم المؤثرات الصوتية والإضاءة الموزعة بدقة وتنسيق لافت للأنظار، وهو ما أسهم في جذب الجمهور حتى اللحظات الأخيرة من العرض. ويلجأ مخرج الاستعراض إلى تقديم مؤثرات صوتية تدخل المشاهد في أجواء النص، وترقب المزيد من الإثارة، أو تنبيهه إلى أن المشهد القادم سيكون حاسماً في محتواه، وهي مؤثرات تقنية تتشكل ضمن حركة الشخوص، والمفردات المسرحية، ولا تنفصل عنها أبداً طيلة فترة العرض.
مشاركة :