لم يفز الكولومبي يوربيرجين هيرني مارتينيز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو ريو 2016، ولكن فني إصلاح الدراجات البالغ من العمر 24 عاما يصنع التاريخ في الأولمبياد البرازيلية، عندما حصد الميدالية الفضية الأولى لبلاده في رياضة الملاكمة. وقال مارتينيز، بعد أن حصد الميدالية الأولمبية الأولى لكولومبيا في الملاكمة منذ سنوات: أنا أصنع التاريخ، الميدالية تعني الكثير، لقد أتيت لأصنع التاريخ في ريو، لم تحقق بلادي إنجازاً مثل هذا منذ عدة سنوات. وفازت رياضة الملاكمة الكولومبية بثلاث ميداليات أولمبية، حصدها كل من ألفونسو بيريز وكليمينتي روخاس بأولمبياد ميونيخ 1972 وماليسير خوليو في أولمبياد سيؤول 1988 ودأب مارتينيز، كما كشف هو بنفسه، عقب سقوطه في المباراة النهائية أمس الأول، أمام الملاكم الأوزبكي حسان بوي دوسماتوف، الفائز بالميدالية الذهبية في وزن الذبابة، على صناعة التاريخ منذ أن كان صغيراً بمواجهة العديد من العقبات، التي حملته على خوض صراعات داخل الحلبة وخارجها . وكانت التحديات، التي واجهته خارج الحلبة تتعلق بالحياة اليومية لعامة الناس، فقد تركزت بشكل أساسي في مشكلة الفقر، التي أرهقته وزادت من صعوبات معيشته هو وإخوته الستة، وهي التي جعلته يذهب إلى ريو دي جانيرو بمفرده بسبب عدم مقدرته مادياً على اصطحاب أحد أفراد عائلته معه. بيد أن، مشكلة الفقر هذه قد تنحسر شيئاً يسيراً في الوقت الراهن بعد حصوله على جائزة مالية مقابل إنجازه الأولمبي، وهي الأموال، التي أكد الملاكم الكولومبي أنه سيشتري بها بيتاً لوالدته إن أمكن. وتبرز المعوقات الأخرى في حياة مارتينيز في أنه بات يضطلع بدور الأب والأم بالنسبة لإخوته منذ سنوات طويلة، وتحديدا عندما تعرض والده لإصابة بالغة في ساقه لم يتمكن على إثرها من الاستمرار في العمل. وشكل عجز الأب عن العمل تحولاً جذرياً في حياة مارتينيز، الأمر الذي يظهر تأثيره واضحاً بشكل كبير في محاولاته منع دموعه عن الانهمار خلال المؤتمرات الصحفية عندما يتذكر هذا الموضوع. وأكد مارتينيز، الذي نال تصفيقاً حاراً من مواطنيه، الذين حضروا المواجهة في القرية الأولمبية، الواقعة غربي مدينة ريو دي جانيرو، أنه يدين بالفضل لرياضة الملاكمة، التي مارسها وتدرب على فنونها بدون أن يخبر والديه، اللذين كانا يعملان كراهبين في الكنيسة ولم يكن لهما أن يفهما أن ابنهما يرغب في ممارسة رياضة تعتمد على توجيه الضربات للآخرين. وقال مارتينيز: كل شيء في حياتي بدأ يتحسن منذ أن بدأت ممارسة هذه الرياضة عندما كنت في السادسة عشرة من العمر، تغيرت كثيراً وتحسنت كثيراً من الناحية الاقتصادية ومن الناحية العاطفية أيضاً، تحسنت في كل شيء. ومنح مارتينيز الميدالية الثالثة لكولومبيا في ريو 2016، حيث سبقه إلى منصات التتويج الرباع أوسكار البيرو فيجويروا، الذي فاز بالذهبية، ولاعبة الجودو يوري الفيار الفائزة بميدالية فضية.
مشاركة :