ضبابية تخيّم على أسواق السلع الأولية

  • 8/16/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انفصال بريطانيا عن كتلة الاتحاد الأوروبي، قفزت أسعار الذهب العالمية الى مستويات قياسية. فالذهب أضحى اليوم صيداً شهياً للجميع بما أن سعر الأونصة يقدر بـ1370 دولاراً، وهذا أعلى مستوياتها منذ سنتين ونصف سنة. ولكنه لن يتمكن من التحليق عالياً من دون أن يأخذ في الاعتبار أوضاع السلع الأولية الأخرى. ففي الأسابيع المقبلة، ستمر القارة العجوز سياسياً واقتصادياً بمطبات خطرة قد تحطم آمال انتعاش أسواق السلع الأولية، ولو قليلاً. ويتم عادة الاستثمار في أسواق السلع الأولية عن طريق صناديق معروفة تقنياً باسم «إي تي أف». لكن نجاح الاستثمارات داخلها منوط بمقاييس اقتصادية عدة. وواضح أن المستثمرين الصغار موجودون الآن في وضع صعب، فالأدوات المالية التحليلية بحوذتهم متواضعة جداً. ولو نظرنا الى كبار المستثمرين، وحتى المصارف المركزية حول العالم، لوجدنا أنهم غير قادرين على اتخاذ أي قرار يحميهم من التقلبات المحتملة. كما نجد أن كبار رجال المال في الولايات المتحدة الأميركية يتفاعلون بحذر مع الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي على رغم مباركة الرئيس أوباما لهذا الانفصال الطوعي. مع ذلك، تخلى مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي عن رفع الفوائد حالياً، من دون أن يعطي سبباً أو تحليلاً واضحاً. ورأى باحثون اقتصاديون في جامعة بازل، أن عدوى الانفصال قد تنتقل من بريطانيا الى دول أوروبية أخرى. وستحدث ردود فعل عنيفة اقتصادياً وسياسياً في مناطق جغرافية تتخطى حدود الاتحاد الأوروبي. فعولمة الأنظمة المالية وربطها بعضها ببعض تجعل كل زاوية من زوايا الكرة الأرضية تشعر بهذه الردود. ها هو الين الياباني، الذي يعتبر اليوم بر أمان للمستثمرين الدوليين على غرار الذهب، يعزز قيمته بسرعة في الأسواق العالمية. في حين هوت العملة الصينية (اليوان) لتصل الى أدنى مستوياتها أمام الدولار في السنوات الخمس الأخيرة. وهذا حدث خطير جداً على أسعار السلع الأولية. وقال خبراء مصرفيون سويسريون في زيوريخ إن أسعار بعض السلع الأولية قد تتراجع 0.6 في المئة في كل مرة يخسر فيها اليوان الصيني واحداً في المئة من قيمته أمام الدولار ، ما سيكون له وقع مدوٍّ على أسعار السلع الأولية والنحاس التي تهيمن بكين على أسواقها. وقد تتأثر أسعار الفضة بدورها نزولاً بضعف اليوان الصيني، بعدما سجلت هذا العام انتعاشاً كان أفضل مما سجله الذهب. ونجد النفط في المركز الثالث ، بما أن الصين تعتبر ثاني أكبر دولة مستهلكة له بعد الولايات المتحدة الأميركية. وتراجع اليوان سينعكس على قدرة الصين الشرائية، ما سيجعل الطلب على النفط يهوي بدوره مع تأثير مباشر على تراجع الأسعار.

مشاركة :