الاعتدال والوسطية دين الرحمة | عبدالرحمن عربي المغربي

  • 2/9/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع كل المآسي التي يعيشها هذا العالم نرى أن الوحدة الوطنية في أبهى الصور ومن هذا المنطلق صدر الأمر الملكي بأن يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على 20 سنة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة بأي صورة كانت، أو ينتمي للتيارات أو الجماعات وما في حكمها الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليًا أو إقليميًا أو دوليًا أو التحريض على شيء من أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة، نعم إن هذا الأمر الملكي مبني على قراءة واعية للواقع المحيط بكل جوانبه وأبعاده وهو رؤية للمستقبل بدون شك ويأتي بداية الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأمة في دينها وأمنها ووحدتها وتآلفها وبعدها عن الفرقة والتناحر والتنازع استهداء بقول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)، وقوله جل وعلا: (وإن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من فارق الجماعة شبرًا فارق الإسلام) انتهى. لقد جاء القرار واضحًا لأمن هذا الوطن ولا يمس فئة معينة ولكن مكانة هذه البلاد وخصوصية شؤونها وقبل كل ذلك عقيدة دينها خط لا يمكن تجاوزه والحقيقة أن الأمن الفكري للشباب وهم روح هذا الوطن هو حفظ لعقولهم من الهرطقات الفكرية الفاسدة المنحرفة وهذا من الفهم القاصر للنصوص، وجاء أيضًا في القرار الملكي: "وانطلاقا من واجبنا نحو سد الذرائع المفضية لاستهداف منهجنا الشرعي وتآلف القلوب عليه من قبل المناهج الوافدة التي تتخطى ضوابط الحرية في التبني المجرد للأفكار والاجتهادات إلى ممارسات عملية تخل بالنظام وتستهدف الأمن والاستقرار والطمأنينة والسكينة العامة وتلحق الضرر بمكانة المملكة عربيًا وإٍسلاميًا ودوليًا وعلاقاتها مع الدول الأخرى بما في ذلك التعرض بالإساءة إليها ورموزها" انتهى. يأتي هذا القرار الحازم الذي انتصر للدولة وحمى الشباب من مهالك الردى وأعطى سدًا منيعًا لعدم الإضرار بمصالح الدولة وتعريض أمن الوطن للخطر وقبل ذلك كان الأمر الملكي وهذا القرار لتنفيذ شريعة الله عزوجل ليسير ويؤكد على المعاني ويعطي، بعدًا مفصلاً للمبادئ التي أكد عليها هذا الدين الحنيف، وقفل بابًا عانينا منه وكانت محاوره التغرير بعقول غضة لأمور بعيدة عن مبادئ الإسلام بعيدة عن الفكر الصالح والمنهج المعتدل فالدين دين رحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ويقول عزوجل: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، فجميع النصوص تعطي دلالة على محورين وهما الاعتدال والوسطية أما إثارة الزوابع والخروج عن ولي الأمر فهو ما نرفضه لنحمي هذا الوطن الذي نعيش فوق ترابه ولنعطي اللحمة الوطنية مفهومًا صادقًا فلا مجال للمزايدة يهمنا جميعًا وشباب هذا الوطن هم فرحته وهؤلاء الشباب عماد هذه البلاد. لننبذ هذه الدعوات الفاسدة، لننبذ أن الاعتقاد بأن هناك الجنة وهناك الكرامات، لننبذ أن هناك الرحمة.. دعوات فاسدة فكم من آل مكلوم وأم تذرف دمًا على ابنها.. يكفي تجردًا من الطبيعة البشرية يكفي زرعًا للفتنة فالوطن عانى من زارعي الأفكار الممجوجة البعيدة عن مقاصد الشريعة ومفهومها ما يكفي خروجًا عن الحدود، ويكفي استغلالًا لهؤلاء الشباب لتحقيق ما يصبو إليه هؤلاء، فهناك صراع وليس جهادًا والأجندات معروفة والأهداف قذرة وسخة لقتل الأبرياء، أما اتباع عمل الشيطان لا يأتي من ورائه إلا الشر والهلاك فالوطن غال علينا جميعًا ولا يستحق منا التنصل منه بهذه الطريقة.. حمى الله بلادنا من كل مكروه وحفظ شبابنا من كل فكر غير صالح. رسالة لا أعرف خطيئة.. أكثر من اضطهاد بريء باسم الدين "غاندي". maghrabiaa@ngha.med.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :