في إشارة إيجابية على إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب لتثبيت إنتاج النفط، أكدت وزارة الطاقة الروسية في بيان أمس، أن مسؤولي قطاع الطاقة في البلاد ناقشوا خلال اجتماع في فيينا مع نظرائهم في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الوضع في أسواق الخام ومسائل أخرى تؤثر على العلاقات بين الطرفين. وأوضح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في البيان ذاته، أنه من المتوقع عقد اجتماع دوري بين روسيا و«أوبك» أو ما يطلق عليه «حوار الطاقة» في أكتوبر بفيينا. وقد اكد مصدر في وزارة الطاقة الروسية أن نوفاك لم يحضر اجتماع أمس. وخلال زيارته إلى فيينا، ناقش الوفد الروسي مع «أوبك» الوضع الحالي لسوق النفط والتوقعات المتعلقة بتطوره وجوانب التعاون بين موسكو والمنظمة، كما أوضحت الوزارة الروسية. هذه الأنباء تأتي بعد أيام قليلة على تصريحات وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، الذي أكد أن المملكة ومنظمة «أوبك» مستعدتان لاتخاذ التدابير اللازمة بغية إعادة الاستقرار لسوق النفط، ملمحاًَ إلى إمكانية إجراء مباحثات مع الأعضاء المنتجين من خارج «أوبك». من جهته، لفت وزير الطاقة الروسي، الكسندر نوفاك، في وقت سابق إلى أن بلاده تجري مشاورات مع السعودية ودول أخرى لتحقيق الاستقرار في السوق، مضيفا أن الباب لا يزال مفتوحاً لمزيد من المفاوضات لتجميد الإنتاج في حال دعت الحاجة لذلك. وقد تلقفت أسواق النفط تصريحات الرجلين بكثير من الإيجابية، حيث شهدت أسعار «الذهب الأسود» تحسّناً ملموساً، هو الأفضل خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة. الأسعار من ناحية ثانية، سجل سعر برميل النفط الكويتي أفضل سعر منذ نحو 40 يوماً، مواصلاً بذلك رحلة التحسّن التي بدأها خلال الأيام القليلة الماضية. وقفز سعر البرميل نحو دولارين تقريباً في تداولات يوم الإثنين الماضي، ليتجاوز حاجز 42 دولاراً، بعدما كان قد هبط خلال الأسابيع المنصرمة دون 37 دولاراً. وصعد سعر برميل النفط الكويتي 1.47 دولار في تداولات الإثنين الماضي، ليصل إلى مستوى 42.61 دولار للبرميل، مقارنة بـ 41.14 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، وذلك فقاً للسعر المعلن من قبل «مؤسسة البترول» بدورها، ظلت أسعار النفط العالمية أمس قرب أعلى مستوى لها في 5 أسابيع تقريباً، مدعومة بالحديث عن نية المنتجين التحرك لتعزيز استقرار السوق، على الرغم من أن بعض المستثمرين اتجهوا لجني الأرباح خلال التعاملات الآسيوية بعد ارتفاع الخام 16 في المئة منذ أوائل شهر أغسطس الجاري. وفي بداية جلسة أمس، جرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» بسعر48.35 دولار دون تغيير يذكر عن سعر آخر تسوية في الجلسة السابقة، لكن بما يزيد على أكثر من 15 في المئة عن مستوى 41.51 دولار للبرميل الذي بلغه الخام في الثاني من أغسطس. وجرى تداول خام غرب «تكساس» الوسيط الأميركي بسعر 45.76 دولار للبرميل بزيادة سنتين عن سعر الإغلاق السابق، وما زال الخام مرتفعا أكثر 16 في المئة فوق مستوى 39.19 دولار للبرميل الذي سجله في الثالث من أغسطس. من جهة أخرى، قال وزير النفط الإيراني يقول إن عقود النفط الجديدة لن تحال على البرلمان لنيل الموافقة النهائية، كونها ستحتاج إلى مزيد من التعديلات. من ناحيتها، أعلنت الإدارة النرويجية للنفط، أن إنتاج النفط في النروج سجل ارتفاعا كبيرا في يوليو، وبلغ أعلى مستوياته الشهرية منذ مارس 2011. وتفيد الأرقام الأولية للإدارة النرويجية للنفط، أن النرويج انتجت 1.728 مليون برميل الشهر الماضي، بعد 1.449 مليون برميل في يونيو، وهي فترة عادة ما يتباطأ خلالها استخراج النفط بسبب اعمال الصيانة في المنصات البحرية. وتجاوز إنتاج «الذهب الأسود» بنسبة 9 في المئة التوقعات الرسمية، وبنسبة 10 في المئة الإنتاج المسجل في يوليو 2015. وتقول إدارة النفط إن زيادة الانتاج في يوليو ناجمة عن نشاط فاق التوقعات في بعض الحقول، وعن الارتفاع القوي لإنتاج حقل «غوليات» النفطي الذي تستثمره شركة «ايني» الإيطالية في المياه النروجية في بحر«بارنتس». وينسحب الاتجاه نفسه على الغاز الطبيعي. فقد باعت النروج 9.1 مليارمتر مكعب على مجمل الشهر، مقابل 8.2 مليارمتر مكعب في يونيو.