هذا المجلس اللي جايب لنا الصداع

  • 8/17/2016
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

بجلسة أبعد ما تكون عن جلسات النقاش ومواضيع الديوانيات، علا صوت الرجل بآخر زاوية المجلس قائلا: «يا أخي متى ينتهي هذا المجلس من تصديع رؤوسنا» وكأن هذا قدري، لأني مررت على المجلس حكم علي إلى الأبد كطريقة العقاب الإغريقي أن أسأل عن المجلس كلما نبا نبأ من المجلس. ولن يحدثك الناس عما يقوم به المجلس من أمور إيجابية فهم لا يحتاجون هنا أحدا يقرعونه ويصبون على رأسه الأسئلة، وكأنه ملام على كل ما يقوم به أي عضو بالشورى لا يعجب الناس، وأتعجب: «ألا يعرفون أني أيضا من الناس يفرحني ما يفرحهم من المجلس ويضايقني ما يضايقهم؟» عجيبة هذه السلوكيات النمطية، ربما آخذ قرارا ألا أخرج لجمعٍ والناس يتداولون موضوعا ساخنا عن المجلس. وهنا لست بمعرض الحديث عن المجلس ولكن عن أعضاء المجلس، لماذا نضخم أمر شخص تكلم سلبا لا يقبله منطق سليم، ونعطيه شهرة ربما كان يجري وراءها، أو أن هذا ما يريد أن ينتشر عنه أنه قال كذا وكذا وباعتقاده -خاطئا- أن هذا قد يعجب الحكومة فيحصل على ترقية أو في أقل الأمور استحسانا. عندما نتفق جميعا على إشهار شخص كان يوما خامل الذكر أو نشط الذكر في أمر قاله عن قصد وترصد فإننا نخدم مباشرة أجندته. وكنت مستاء في الحقيقة من أمر ذاك الرجل وتساؤله ورفع عقيرته علي قائلا - ربما مازحا - «إيه، أنتم يا أهل الشورى أفدنا، ومالي أنا وأهل الشورى؟ ألا تعلم أني لم أعد بالمجلس ولا أمثله بأي شكل من الأشكال؟» هذا ما لم أقله، ولكنه ما كان يعتلج بصدري، على أن المسألة ليست قضية شخصية أصلا. هل كل مشاكلنا تختصر في مجرد رجل؟ ولو كان عضو شورى، فهو مجرد فرد مثلكم ومثلي لا يزيد ولا ينقص، حتى في مسألة تمثيله الشعب ليست دقيقة، لأن الذي يمثل الشعب كل المجلس وليس عضوا بعينه، إنما المجلس بصورته الاعتبارية يكون ممثلا للناس. هل أجاد في ذلك أم لم يُجِد؟ هذا رأي حر لكل منا، وإن سألتني عن رأيي فسأقول لك: إن الأنظمة تحد، وألا هناك أعضاء بعينهم يحترقون على المواطن وكأنهم هم من يدوسون الجمر، ولن أذكر أحدا من الأعضاء الحاليين لأمر واضح، ولكن أذكر من الجلسات الماضية رجالا مثل المهندس سالم المري وكان موظفا كبيرا بشركة الكهرباء قبل أن يُختارعضوا للشورى، وكنا نعرف مسبقا أن هذا الرجل سيشتعل تحت القبة عندما نقرأ توصية أو قرارا أو تقريرا يمس المواطن بما يعتقد أنه سلب، كما أن له توصيات بقيت سنوات تناقش حتى بعد انتهائه من المجلس. وأذكر المهندس محمد القويحص الذي بذل ونافح مرات ومرات بلا يأس عن توصية بصرف بدل سكن ثلاثة أشهر بدل سكن لموظفي الحكومة.. وغيرهم كثيرون، لكننا لا نذكر هؤلاء «لا، بعدين يصير مجلس الشورى حلو.. ما يصير» ولن يكون هناك داع ليرفع أحد صوته عليك ويقول: «أنتم يا أهل الشورى» حتى وإن كنت لم تعد من أهله. لدينا مواضيع كبرى تضرب بفؤوسها أركان الوطن، وبالذات ما يخص الشباب.. هذه سأكون سعيدا جدا لو رفع أحد صوته علي وقال:«هيه، أنتم يا أهل الشباب..»! والسلام عليكم «يا أهل الخير والطيبة».

مشاركة :