يا ضمير العالم استيقظ - مقالات

  • 8/18/2016
  • 00:00
  • 56
  • 0
  • 0
news-picture

يا ضمير العالم استيقظ، جرائم الاحتلال الصهيوني لا تنتهي، من سفك الدماء على الطرقات، وسرقة الأرض وتهويدها، وقتل الضرع والزرع، وبناء جدار الفصل العنصري، وحصار شعب... وأكثر من يعاني من المحتل هم الأسرى، الشعب الفلسطيني كله يعيش في سجن كبير، لكن يتعرض الأسير في سجون بني صهيون إلى نوعين من الأحكام العسكرية، فإما يصدر بحقه الحكم الإداري الذي يقضي بمحاكمة الأسير ثلاثة أو ستة أشهر قابلة للتجديد، وقد تصل إلى عشر سنوات أو مدى الحياة في بعض الحالات من دون وجود أي ملف للأسير أو إدانة أو أي تهمة. أما النوع الثاني، فهي أحكام الطوارئ العسكرية التي قد تصدر أحكاما خيالية، فالمؤبد لا يعني 25 سنة كما هو متعارف عليه، بل قد يصل إلى مئة سنة وأكثر، وقد تصل الأحكام إلى ما بعد وفاة المعتقل، كأن يحكم على الشخص مدى الحياة و50 سنة أخرى، حيث يتسنى للاحتلال اعتقال جثته بعد موته ووضعها في مقبرة الأرقام الشهيرة ليكمل ما تبقى عليه من حكم! وحتى موظفو المنظمات الإنسانية العاملون في فلسطين لم يسلموا من الاعتقال، بكل وقاحة يعلن جهاز الأمن الصهيوني عن اعتقال وحيد البرش، المهندس في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتهمة ملفقة وسخيفة، بل إن البرلمان الصهيوني يصدر قانونا بسجن الأطفال من سن 12 عاما! عن أي ديموقراطية وإنسانية يتكلمون؟ بلغ عدد الأسرى 7 آلاف، بينهم 42 يقضون حكما لأكثر من 20 عاما، و450 طفلا وطفلة، و750 معتقلا إداريا، و68 امرأة، وعدد الأمهات 28 أما، نساء أنجبن أطفالهن في السجن، وما إن يبلغ الطفل الثانية من العمر حتى يفصل عنها قسرا، وعدد المحكومين إداريا 15 أسيرة و150 أسيرا، وجميع الأسرى يعانون من جراء التعذيب من أمراض مزمنة كقرحة المعدة والديسك والأمراض الصدرية والقلب والسرطان. الأوضاع المعيشية قاسية، ويعتبر الموت أكثر رحمة من حياة الأسر، فالأسرى موجودون داخل غرف لا تصلح للحياة... لا توجد تهوية والنوافذ مشبكة بحديد سميك يحجب دخول الشمس والهواء، وينام السجناء على الأرض، والغرف مصممة بحيث تمتص حرارة الجو في الصيف والبرودة في الشتاء. أما دورات المياه فهي بلا أبواب، ومنافذ الصرف مفتوحة ما يعني تكاثر القوارض والحشرات، ولا توجد رعاية صحية تماما والدراسة محظورة، وزيارة الأهل محظورة، والرسائل ممنوعة إلا عن طريق الصليب الأحمر كل ستة أشهر، وأصعب ما يتعرض له الأسير والأسيرة على السواء، هو الاغتصاب والتفتيش العاري الذي يليه على الأغلب العزل ورش الغاز ورش الماء والصعق بالكهرباء وإنزال الأسير عاريا في الماء المثلج ثم مباشرة نقله إلى الماء الحار، وتكبيل المعصمين والقدمين بالقيود البلاستيكية القوية التي لو حاول الفكاك منها تزداد ضيقا، وكيل الشتائم على القرآن والإسلام والأهل والأقارب. كما يفرض الاحتلال على الأسرى غرامات مالية تصل إلى 25000 شيكل إسرائيلي شهريا، في الوقت الذي تقبض وزارة الداخلية عن كل سجين مبلغا يوميا وقدره 8 دولارات من الصليب الأحمر، إلا انهم يقدمون أسوأ أنواع الطعام الذي يكلفهم أقل من دولار واحد في اليوم لكل سجين، وليدخل المبلغ المتبقى في جيوب المفسدين من الصهاينة. كل الأساليب النضالية اتبعها الأسرى في نضالهم ومقاومتهم المحتل، وآخرها معركة الأمعاء الخاوية بالإضراب عن الطعام أمثال المناضلين أحمد سعدات وبلال الكايد والشقيقين محمد ومحمود البلبول وعياد الهريمي ومالك القاضي وليد مسالمة وعاهد ابو غلمة، ومئات مثلهم... يمتنع السجين عن الأكل شهورا ويختار الموت على حياة الأسر، لأن الاحتلال يحكم عليهم بالسجن 15 عاما وبعد انتهاء فترة المحكومية يتم تحويل السجين للاعتقال الإداري، أي مهزلة وأي قانون وأي محكمة؟ ويرفع الأسرى في إضراباتهم المطالب التالية: الإفراج عن السجناء الذين انتهت محكوميتهم، إلغاء سياسة العزل والحبس الانفرادي والتفتيش العاري، إزالة الحواجز البلاستيكية أثناء زيارة الأهل، إدخال المواد الغذائية، تمديد فترة الزيارة إلى ساعة، إدخال الأدوات الشخصية، السماح بدخول الأطفال إلى أمهاتهن، إدخال الكتب، إزالة الحديد عن نوافذ الغرف، تصليح شبكات الصرف الصحي والكهرباء، السماح للإخوة والأزواج والأبناء بالتزاور، تحسين نوعية الطعام، مراسلة الأهل، الصلاة أثناء النزهة، تقديم العلاج للأطفال المصابين، تكملة الدراسة الثانوية والجامعية، وقف التعذيب وكل أشكال العنف، وإلغاء الغرامات المالية. كلها مطالب حق لكن أين الحق؟ وأين الأنظمة العربية؟ أين الشعوب العربية؟ أين العالم؟ أين الإنسانية؟ وأين الضمير؟ لكن تصبح الكلمة بالنسبة إليهم الضوء الوليد في ذلك الظلام الوئيد، والأمل الوحيد في ذلك اليأس الشديد، فهل من ينطق الكلمة؟ aalsaalaam@gmail.com

مشاركة :