أكد فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، استعداد الأزهر لتقديم المزيد من الدعم العلمي والدعوي لليمن، من خلال استضافة الأئمة وتدريبهم على برنامج مصمم لمواجهة التحديات والقضايا المعاصرة التي تهم الشأن اليمني، وتبث فيهم روح الانتماء والولاء للوطن، وذلك على نفقة الأزهر دعماً للشعب اليمني، فيما عقدت، أول من أمس، في القاهرة جلسة مباحثات رسمية بين الحكومتين اليمنية والمصرية، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، أحمد عبيد بن دغر، وشريف إسماعيل، وذلك لبحث القضايا التي تتعلق بمستقبل العلاقات اليمنية المصرية. وفي التفاصيل، زار بن دغر، في ختام زيارته للقاهرة، أمس، مشيخة الأزهر الشريف، والتقى شيخ الأزهر الطيب، وعدداً من أعضاء هيئة كبار العلماء، حيث تناول اللقاء التعاون بين اليمن والأزهر في نشر الوسطية والاعتدال، والتأكيد على أهمية دور الأزهر في محاربة الفكر المتطرف. وخلال اللقاء، أكد رئيس الوزراء على الدور التنويري والمعرفي المعتدل للأزهر الشريف، ورسالته السامية، في نشر الفكر الوسطي ومحاربة الإرهاب وإرساء قواعد التعايش والأمن والسلام بين كل شعوب الأرض، ومكافحة الأفكار المحرضة على العنف والإرهاب. وقال «نحن نطالب الأزهر بالقيام بدور ديني وفكري وتوعوي معتدل وتنويري في ما يجري باليمن، للعمل على ترسيخ المنهج المعتدل وتنمية روح المواطنة والتعايش السلمي». • بن دغر عبّر عن شكره لدول التحالف، وعلى رأسها السعودية والإمارات ومصر وبقية دول التحالف، لوقوفها مع الشرعية في اليمن ضد الميليشيات الانقلابية. وعبّر بن دغر عن شكره لدول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، وبقية دول التحالف، لوقوفها مع الشرعية في اليمن ضد الميليشيا الانقلابية. من جهته، جدد الطيب دعم الأزهر الشريف، مؤسسةً جامعةً لكل المسلمين، للشرعية في الجمهورية اليمنية ودعمه الدائم لجهود مشاورات السلام في اليمن. وأعلن استعداد الأزهر لإقامة دورات تأهيلية للأئمة والخطباء في اليمن واستضافتهم على نفقة الأزهر، بواقع 50 خطيباً وإماماً وداعيةً في كل دورة، بواقع 600 منحة متكاملة سنوياً. وأكد أن الأزهر يدرك حقيقة ما يجري في اليمن من صراع، ويدرك حقيقة ما يجري في المنطقة العربية. وأبدى الطيب استعداد الأزهر لتقديم كل أشكال الدعم الإرشادي والتوعوي لليمن، في إطار متكامل من الجهد المشترك في تجذير روح الإسلام السمح المعتدل، الذي لا يقتل ولا يدمر ولا يروع الناس. وأشار إلى الجهود التي تقوم بها الحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس، عبدربه منصور هادي، وبن دغر، اللذين يبذلان جهوداً كبيرة من أجل السلام. جاء ذلك، عقب جلسة مباحثات رسمية بين الحكومتين اليمنية والمصرية، الليلة قبل الماضية، وذلك لبحث القضايا التي تتعلق بمستقبل العلاقات بين البلدين. وفي بداية اللقاء، أكد شريف إسماعيل استمرار موقف مصر السياسي في دعم الحكومة الشرعية لجهودها لاستعادة الدولة، وإعادة الاستقرار والأمن إلى ربوع اليمن. من جانبه، شكر بن دغر نظيره المصري على مواقفها الثابتة تجاه الشعب اليمني في سعيه لمواجهة الانقلاب وعودة السلام والاستقرار إلى اليمن، ونقل له تحيات الرئيس هادي إلى نظيره المصري عبدالفتاح السيسي. بعد ذلك ناقش الطرفان الموضوعات المتعلقة بمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الطرفان حرصهما على التعاون في مجالات عدة، منها تسهيل حركة تنقل المواطنين في البلدين، وتسهيل الإقامة وفتح تأشيرة الدخول ومدتها، وتخفيف معاناة الكثير من اليمنيين الذين يلجأون إلى مصر للدراسة والعلاج. وفي هذا الشأن، تقدم الوفد اليمني بعدد من المقترحات التي من شأنها تخفيف العبء عن المواطن اليمني، بما فيها التأشيرات والإقامة وعلاج الجرحى والرسوم الدراسية، بالإضافة إلى مسألة التنسيق الكامل بين البلدين في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة، وفي كل المحافل الدولية، والإسهام في إعادة إعمار اليمن بعد الحرب. وأكد إسماعيل ترحيب مصر بالنظر في دراسة المطالب ومقترحات التعاون التي تقدم بها الجانب اليمني في مختلف المجالات، بما يسهم في دعم التعاون الثنائي بين البلدين ويلبي طموحات شعبيهما.
مشاركة :