شدد مدربون شاركوا ضمن البعثة الإماراتية في أولمبياد ريو دي جانيرو، المقامة حالياً في البرازيل، على ضرورة وجود استراتيجية طويلة المدى لإعداد الرياضيين وإيصالهم إلى منصات التتويج في دورات الألعاب الأولمبية المقبلة، مؤكدين أن الأمر قد يحتاج في بعض الرياضات إلى أكثر من أربع سنوات، بيد أن الشرط الرئيس الذي يسبق الإنجازات يتجسد في وجود برامج إعداد متواصلة من دون توقف، سواء مشاركات في بطولات دولية وقارية أو معسكرات مستمرة ما بين البطولات، للوصول إلى الجاهزية. وقال مدرب منتخب الدارجات، فيتور كارفالهو، إن «هناك العديد من المواهب التي من شأنها تكوين فريق قوي لدراجات الإمارات للمنافسة في أكبر الاستحقاقات والدورات»، مشيراً إلى أن «عدد المواهب التي يؤهلها مستواها للمشاركة في دورات الألعاب الأولمبية من ستة إلى سبعة لاعبين، وستسنح الفرصة لهم قريباً، خصوصاً أننا بدأنا في وضع خطط للسنوات الأربع المقبلة بهدف الحصول على دراجين من أصحاب الكفاءة المطلوبة والمشاركة بتلك المجموعة في أولمبياد طوكيو عام 2020، ما يسهم في مضاعفة حظوظ اللعبة في حصد ميدالية أولمبية، وهذه المدة كافية بشرط تنفيذ البرامج والخطط المرسومة». ماتياس: يجب ألا تتوقف التحضيرات قال مدرب المنتخب الوطني للسباحة، الفنلندي إيتو ماتياس كرفونان: «يجب ألا تتوقف التحضيرات لكل السباحين، لأن ما نريده هو الوصول إلى ترسيخ ثقافة المنافسة لدى اللاعبين، بمعنى أن الأمر لا يقتصر فقط على الاستعداد للمشاركة بالأحداث والدورات المختلفة، وفي ذلك الوقت سيكون لدينا جيل من السباحين القادرين على تحقيق إنجازات لرياضة الإمارات عن طريق اتباع الخطوات التدريجية المطلوبة لإعداد البطل، سواء على الصعيد العالمي أو الأولمبي». وأضاف أن معدلات التدريب للمشاركة في مثل هذه المناسبات تراوح بين أربع وست سنوات، وذلك لضمان تحقيق الجاهزية المطلوبة، إلى جانب أن كثرة المشاركات في البطولات باستمرار عبر حجز بطاقات التأهل، يعزز مستوى اللاعبين ويدفعهم إلى بذل الجهد، بل ومضاعفته لحجز أماكنهم، ولدينا العديد من البطولات خلال الفترة المقبلة، منها بطولة الخليج للسباحة بالمملكة العربية السعودية، نهاية الشهر الجاري، التي تعد محطة إعداد لسباحينا، الهدف منها عدم التوقف عن التحضير واكتساب خبرات جديدة ومنوعة». وأضاف: «نحتاج إلى العمل المستمر لترجمة تلك الأهداف، وليصبح لدينا فريق قادر على الوجود بين الكبار مثل الفرق المعروفة التي فرضت نفسها على الساحة العالمية وحصدت ثمار النجاح، وبالنسبة لنا فلدينا القدرة على الوصول إلى مثل هذه المراحل المتقدمة شرط التعاون بين الأطراف كافة، وستجني اللعبة ثمار التميز وتسجل الكثير من الإنجازات، نظراً إلى وجود الدافع والرغبة لدى الدراجين لتحقيق الطفرة». وتطرق إلى يوسف ميرزا، وقال: «ميرزا عمل خلال العامين الماضيين على تطوير نفسه بشكل كبير، وقد وضع نصب عينيه الوصول إلى القمة، والأمر الجيد أنه لا يتوقف أبداً عن صقل مهاراته وقدراته، فضلاً عن كونه لا يترك فرصة للتعرف على كل ما هو جديد في عالم رياضة الدراجات، والأهم من ذلك أنه يحب ما يفعل، ما يضمن أنه سيحقق يوماً ما يريد». من جهته، قال مدرب منتخب رفع الأثقال، رضا عياشي: «لدينا خطط كثيرة وأهداف نسعى لتحقيقها، من خلال البحث عن ميدالية ذهبية عربية، وذهبية في غرب آسيا، وريو نقطة انطلاقة وليست نهاية المطاف، بل نعمل من الآن لتحقيق نتائج جيدة في بطولة العالم للكبار العام المقبل، وهو الأمر الذي يحتاج إلى الكثير من المعسكرات وتضافر الجهود للوصول إلى هذه الأهداف، مع توافر الإمكانات». وأكد أن «رفع الأثقال رياضة غير جاذبة على مستوى العالم ولا تلقى إقبالاً كبيراً، وعملنا في تونس لسنوات طويلة حتى ظهر أبطال في اللعبة، وحققنا بطولة العالم وصنعنا بطلة أولمبية للشباب، ولكن الأمر يحتاج إلى استراتيجية طويلة المدى، وعندما تجهز فريقاً أولمبياً تحتاج إلى أربع سنوات على الأقل، وإذا أردت أن تحقق ميدالية عليك أن تعمل على مدار ثماني سنوات متتالية كي تحقق ميدالية في 2024». وأضاف: «مستوانا الحالي جيد على مستوى غرب آسيا والعرب، ومن الممكن أن نحقق ميداليات، لكن عندما نتحدث عن بطولة العالم أو الأولمبياد فالوضع مختلف تماماً، وفي هذه الحالة لا يمكن أن نعتمد على رباع أو اثنين، لكن نحتاج إلى مجموعة كبيرة كي نختار منها، وتسمى النخبة الأولمبية، وهو ما ينطبق على كل الألعاب وليس رفع الأثقال فقط». وأشار إلى أن «الإمارات مليئة بالمواهب في اللعبة، لكن المشكلة الحقيقية في عدم وجود أندية للعبة، وهي أهم عقبة، واللعبة تحتاج إلى أندية وبطولات ومنافسة بين اللاعبين واللاعبات، ولا يمكن أن يقتصر الأمر على التدريبات فقط، والنشاط المحلي هو الفيصل لاختيار اللاعبين، وعلينا أن نبدأ من أعمار صغيرة 10 و11 سنة، لأننا عندما نذهب إلى «الكروس فيت» نجد أعمارهم فوق 18 سنة، ومن الصعب أن تعمل معه، وإذا كنا نشارك بلاعبة في الأولمبياد فهذه اللاعبة تحتاج إلى منافسة من خلال مشاركة لاعبات أخريات، وهو ما يخلق نوعاً من التحدي، ولا يمكن أن تتحقق النتائج من دون منافسة وتحدٍّ بين اللاعبين، ونحتاج في كل وزن إلى أربعة لاعبين على الأقل، وأي رياضي في العالم لا يمكن أن يؤدي من دون أن يجد منافسين معه». وقال إن «اتحاد الأثقال بدأ الطريق الصحيح عبر بوابة المدارس، وتم تأسيس مدرسة كنواة للعبة، وهي خطوة يستحق الشكر عليها لأنها بداية حقيقية وصحيحة، والعام المقبل ستكون هناك مدرسة للبراعم في اللعبة، لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة، وهناك صعوبة كبيرة في ممارسة اللعبة في المدارس، لأن أولياء الأمور يبحثون عن ألعاب أخرى، ولا يريدون أن يبدأ أبناؤهم بلعبة مثل الأثقال، وهؤلاء يحتاجون إلى ثقافة وإقناع من أجل أن يدفعوا أبناءهم للعبة، والأمر متدرج حتى تنتشر اللعبة في كل إمارات الدولة».
مشاركة :