تبرأ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من تشبيه الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر لوزيري الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، والداخلية اللواء محمد إبراهيم بالأنبياء والرسل، بعد أن وصفهما بأنهما "رسول الله لإنقاذ مصر من حكم الإخوان المسلمين"، فيما اعتبره مقارنة "لاتصح ولاتجوز". الدكتور الطيب قال في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، إن "لأزهر يهيب بالمنتسِبين إلى العِلم والفقه عدم الاسترسال في هذا المجال الذي يمسُّ نَزاهة العلم والعُلَماء ويُدخِل الأنبياء والرُّسل في مقارنة لا تصح ولا تجوز؛ فمُقتضى العلم بمقام النبوَّة والرسالة أنْ ننأى بأنبياء الله ورسُلِه عن أيِّ جَدَلٍ سياسي هم مُنزَّهون عنه باعتبارهم قادة الإنسانيَّة ورسُل الله إلى العالَمين جميعًا. وسبق أن وبخ شيخ الأزهر الهلالي قبل شهور عندما استدعاه في مكتبه ردًا على فتوى مثيرة للجدل بـ "إباحة الخمر"، قائلاً إن "البيرة المصنوعة من الشعير، والخمر المصنوع من التمر، والنبيذ من غير العنب، فإنه يحرُم الكثير المسكر منه، أما القليل الذي لا يسكر فإن تناوله حلال، طالما أنه لا يسبب حالة من السكر وذهاب أو غياب العقل"، وغيرها من الفتاوى التي أثارت جدلاً في الشارع المصري. حينها استدعاه شيخ الأزهر لمكتبه بمقر المشيخة بالدراسة، بعد شكوى من الدكتور طه ريان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر. وقال له: "هناك فرق بين فقه التيسير -في الشريعة- المبني على اليُسْر ورفع الحرج، والمنضبط بضوابط المعقول والمنقول، وبين منهج المبالغة والغلو في التساهل والتيسير واتباع الرخص وشواذ الآراء". مضيفا الطيب "فلا ينبغي للمفتي تحت ضغط الواقع أن يضحي بالثوابت والمسلمات، أو يتنازل عن الأصول والقطعيات بالتماس التخريجات والتأويلات التي لا تشهد لها أصول الشريعة ومقاصدها". كما أشار إلي أن الرخص الشرعية الثابتة بالقرآن والسنة لا بأس بالعمل بها لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه".
مشاركة :