العلاقات بين الكوريتين في أدنى مستوياتها منذ عقود

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سيئول أ ف ب مع تسجيل انشقاقاتٍ متتاليةٍ وتكثيف الدعاية والدعاية المضادة؛ ترِد مؤشراتٌ كثيرةٌ على اشتداد التوتر بين الشقيقين العدوين سيئول وبيونج يانج. وقبل سنة؛ كانت العاصمتان تتنافسان في إشاعة أجواءٍ من التفاؤل بعد مفاوضاتٍ ماراثونيةٍ مثمرة. لكن كل الاتصالات قُطِعَت حالياً، وخيَّمت أجواءُ حربٍ باردةٍ على شبه الجزيرة الكورية. و»العلاقات بين الشمال والجنوب لم تكن متوترة إلى هذا الحد منذ فترة الحرب الباردة في السبعينيات»، بحسب الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة دونجوك في سيئول، كيم يونج-هيون. وتُعدُّ الانشقاقات على مستوياتٍ رفيعةٍ أبرز مظاهر التوتر، خصوصاً انشقاق المسؤول الثاني في سفارة كوريا الشمالية لدى لندن، تاي يونج-هو. وقدَّم هذا الانشقاق خدمةً دعائيةً كبيرةً لكوريا الجنوبية. والأسباب التي حملت يونج- هو على الانتقال إلى الجنوب شخصيةٌ بقدر ما هي أيديولوجية أيضاً. لكن سيئول حرِصَت على عرض القضية باعتبارها خياراً بين الخير والشر. ووفقاً لوزارة التوحيد الكورية الجنوبية؛ برر تاي انشقاقه بـ «اشمئزازه» من النظام الكوري الشمالي وبـ «إعجابه بالنظام الحر والديمقراطي» في الجنوب. رسائل مشفرة غامضة وبعد تجربتها النووية الرابعة في يناير الماضي؛ أغلقت بيونج يانج خطَّي الاتصالات اللذين كانا مفتوحين مع الجنوب نتيجة تدهور الأجواء بشكلٍ حاد. وفي يوليو؛ قطع الشمال إحدى آخر القنوات التي كانت لا تزال قائمةً مع واشنطن، فأوقف كل اتصالاته مع الإدارة الأمريكية عبر بعثته لدى الأمم المتحدة. ويعتبر الخبير كيم يونج-هيون الانعدامَ التام لقنوات الاتصال بين الكوريتين وبين بيونج يانج وواشنطن مصدرَ قلقٍ فعلي. وبات الجاران مضطران إلى استخدام مكبِّرات الصوت عبر الحدود إذا ما رغبا في التحدث مع بعضهما بعضاً. ولم تكن المنطقة منزوعةَ السلاح بينهما ملاذاً آمناً في مطلق الأحوال؛ لأن البلدين عاودا بعد «التجربة النووية الرابعة» بثَّ دعايةٍ صاخبةٍ عبر مكبِّرات الصوت في اتجاه بعضهما بعضاً. ومن المظاهر الأخرى للحرب الباردة؛ استئناف بيونج يانج على ما يبدو بثَّ رسائل مشفَّرة عبر الإذاعة الرسمية توحي من خلالها أنها تتوجه إلى عملائها الناشطين في الجنوب؛ إذ تتلو مذيعةٌ سلسلة أرقامٍ طوال دقائق. وهذه هي المرة الأولى منذ عقدين التي يُستخدَم فيها هذا الأسلوب، وهو ما رصدته الاستخبارات الكورية الجنوبية في منتصف يونيو الماضي. علاقات متدهورة إلى أقصى حد لكن لم يكن هناك ما يوحي بأن الأمور ستبلغ هذا الحد؛ إذ أعلنت الكوريتان في الـ 25 من أغسطس 2015 تسويةً لإنهاء أزمةٍ حدوديةٍ كانت تهدد بدفعهما إلى صراعٍ مسلح. ووصف مفاوضٌ كوري شمالي في حينه تلك التسوية بـ «منعطف جذري»، فيما وصفها رئيس المفاوضين الكوريين الجنوبيين بـ «انطلاقة جديدة». لكن بعد 10 أيام من هذا التاريخ؛ عادت الحرب الكلامية على أشدِّها بين الجارين، ولو أنهما تمكنا من إجراء مناقشاتٍ في ديسمبر على مستوى نائبي وزير. ولم تسفر هذه المحادثات عن نتائج تُذكَر، فيما بدَّدت «التجربة النووية الرابعة» الآمال في الحوار، وأدت إلى فرض عقوبات جديدة على بيونج يانج وإقفال مجمع كايسونج الصناعي آخر مشروعٍ للتعاون بين الكوريتين. ولاحظ الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية، يانج مون-جين، أن «العلاقات بين الكوريتين لم تكن يوماً سيئة إلى هذا الحد في زمن السلم، فقد توقفت التجارة والمبادلات والحوار». وباتت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية تزايِد في انتقاداتها للرئيسة الكورية الجنوبية، بارك جيون-هي. وقد يتزايد التوتر الأسبوع المقبل مع بدء مناورات عسكرية مشتركة بين سيول وواشنطن تستمر أسبوعين، ويشارك فيها عشرات آلاف الجنود. ورأى يانج مون-جين أن بيونج يانج قد تقوم خلافاً لعادتها بردٍّ معتدل على هذه التدريبات للحفاظ على توازنٍ في التوتر يلائمها ويستقطب على ما يبدو المجموعة الدولية كما في أيام الحرب الباردة. وكانت موافقة كوريا الجنوبية على نشر منظومة أمريكية مضادة للصواريخ على أراضيها جلبت سيلاً من الانتقادات الصينية والروسية.

مشاركة :