أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية تقريرًا جديدا بعنوان الذئاب المنفردة تضرب شرقًا وغربًا سلط فيه الضوء على إستراتيجية تنظيم داعش الإرهابي المسماة الذئاب المنفردة والتي يستخدمها التنظيم كوسيلة سهلة لضرب عمق الدول دون أن يتواجد التنظيم نفسه على الأرض أو يسيطر على مناطق بعينها، وتناول التقرير العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرًا عن طريق تلك الذئاب المنفردة، في ألمانيا وفرنسا. وأوضح تقرير مرصد الإفتاء أن الذئاب المنفردة هم مجموعة من الأفراد الذين ينفذون عمليات قتل بشكل انفرادي دون وجود بنية تنظيمية توجهها وتخطط لها، أو يتحركون بتأثير من دعاية تنظيم ما ولكنهم ليسوا مكلفين بهذه المهمة من قبل قيادته بأي طريقة، وغالبا ما يكون هؤلاء أشخاصا عاديين لا يثيرون ريبة في حركاتهم وسلوكهم، وهو ما يجعل منها التحدي الأكبر الذي تواجهه الأجهزة الأمنية، كون منفذ العملية يعتمد على إمكاناته الذاتية ويستخدم أدوات بسيطة وغالبا ما تكون سيارة أو سكين أو سلاح شخصي يمكن الحصول عليه بطرق شتى، ليقوم بتنفيذ العملية ثم يلوذ بالفرار ويختفي عن الأنظار. وشدد التقرير على أن الشباب المسلم في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية هدف دائم لدعاية التنظيمات التكفيرية لضرب الدول الغربية وإثنائها عن الانضمام إلى التحالف الدولي لمواجهة داعش، خاصة مع فقدانه الكثير من الأراضي التي سيطر عليها في السنوات الماضية، لذا وجب على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية تبني سياسات وبرامج تهدف بالأساس إلى تقوية الروابط الاجتماعية للشباب المسلم بمحيطه الاجتماعي، ومحاربة الأصوات التي تعادي المسلمين وتعتبرهم خطراً على دول ومجتمعات الغرب عمومًا، كونها تسهم بشكل مباشر في ترجيح كفة التنظيمات التكفيرية والمتطرفة في الفوز بهؤلاء إلى جانبهم.
مشاركة :