قال مدير المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، إنه ينبغي على الرئيس الإيراني حسن روحاني ترجمة أقواله إلى أفعال على أرض الواقع، فيما يتعلق بحديثه عن الرغبة في تحسين العلاقات الإيرانية ـ السعودية. وأوضح الفيصل أن روحاني أمامه فرصة سهلة للبرهنة على صدق هذه النية، بسحب القوات الإيرانية التي تقاتل في سوريا. وأضاف أن السعودية تتعامل مع إيران منذ إعادة العلاقات بينهما في عام 1995، إلا أنه رغم هذا التعامل، ليس هناك أي خطوة لإزالة التوتر الذي يحيط بالعلاقات بين البلدين، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية. وأشار الفيصل، أن الأمر لا يتعلق بالعلاقات الإيرانية مع السعودية فحسب، بل هناك لبنان وفلسطين وسوريا والعراق والبحرين واليمن، حيث تشهد كل هذه المناطق تدخلًا إيرانيًا في شئونها، وأضاف: "إذا كان الإيرانيون جادون في تحسين علاقاتهم بالمنطقة فعليهم إنهاء هذا التدخل". يأتي هذا، فيما قال دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى لصحيفة «الرأي» الكويتية، إن بلاده أبلغت الرياض بضرورة إشراك إيران في مفاوضات «جنيف 2»، التي ستُستأنف خلال أيام بين النظام السوري والمعارضة. وأكد المصدر أن «السعودية رفضت إشراك إيران في اجتماع "جنيف 2"، رغم محاولات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلا أن الوضع في سوريا يتفاقم وتتجه الأمور إلى ما لا نريده (تقدم قوات النظام)، ولذلك لا بد من أن تتحمل إيران مسؤوليتها بالمشاركة في المفاوضات ما دام لديها حلفاء تابعون لها يقاتلون هناك، من حزب الله اللبناني إلى قوة عراقية شيعية. وأشار أن «العلاقات الاستراتيجية المتينة بين واشنطن والرياض لم تتغير ولم تتأثر البتَّة، رغم امتعاض الأخيرة من عدم دخولنا الحرب ضد نظام الأسد»، مضيفًا «لدينا حساباتنا الاستراتيجية في المنطقة (الشرق الأوسط) ولدى الرياض حسابات أخرى، لكن الولايات المتحدة ما زالت بقواعدها واتفاقاتها العسكرية ملتزمة بالدفاع عن الخليج وهذا شيء ثابت لا يتغير». وتابع: «أن إعلان السعودية التبرؤ من الإرهاب والإرهابيين بقرار ملكي يُعد خطوة صحيحة تؤكد صحة مبدأ الشراكة الأمريكية - السعودية في محاربة الإرهاب واستقرار المنطقة، ولهذا فإن تعاون الخليج العربي ضد الإرهابيين الذين أصبحوا يمثلون قوة لا يستهان بها، يحتم تضافر الجهود من الجميع في المنطقة لمحاربتهم داخل سوريا وخارجها». وختم الدبلوماسي الأمريكي كلامه بالقول «إن الرئيس الأمريكي سيؤكد للعاهل السعودي ثوابت العلاقات بين البلدين ونية الولايات المتحدة عدم التَّهاون مع إيران بما يتعلق بالملف النووي وأن المجتمع الدولي لن يسمح بأن تمتلك إيران منظومة نووية تشكل تهديدًا لجيرانها وللمجتمع الدولي، وأن العقوبات سترفع عن إيران فقط عندما نتأكد أن برنامجها سلمي اليوم وفي المستقبل أيضًا». في السياق ذاته، كشف مدير مركز الدراسات الإيرانية بلندن علي نوري زادة أن حركة حماس منذ نشأتها حتى الآن تلقت دعما ماليا بلغ أكثر من ملياري دولار من إيران، فيما تلقى المقاتلون في سوريا، خاصة حزب الله نحو من 100 إلى 150 مليون دولار سنويا وبشكل مستمر. يُذكر أن وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، كان قد أبدى في حديث للصحفيين أثناء زيارته لبنان في يناير الماضي، استعداده لزيارة المملكة من أجل بحث العلاقات الثنائية وتسوية المسائل الخلافية بين البلدين بما يخدم الشعبين ودول المنطقة. يأتي هذا، بينما كانت جهات إيرانية دعت ظريف إلى تهيئة كل المستلزمات للرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني للقيام بزيارة تاريخية للمملكة لأجل تسوية كل المواضع الثنائية بين البلدين. وأشار موقع «انتخاب» إلى أن رفسنجاني صرح قبل يومين للموقع المذكور، بأنه على استعداد لزيارة المملكة وإقامة حوار ثنائي مع خادم الحرمين والمسؤولين في المملكة، إذا أسند إليه الدور من قبل مركز القرار في إيران.
مشاركة :