أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، في عمان أن على إيران سحب مقاتليها من سوريا، مؤكداً أن وجودها في هذا البلد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. وأكد أن الولايات المتحدة لديها خطة متطورة للسلام في الشرق الأوسط كان يجري تطويرها منذ أشهر عدة، فيما نفت دمشق بشكل قاطع امتلاكها أسلحة كيميائية. وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان «نحن قلقون بشأن الحادث الأخير المتعلق بإسرائيل وإيران في سوريا، واعتقد أن هذا يوضح مجدداً لماذا لا يؤدي الوجود الإيراني في سوريا سوى إلى زعزعة الاستقرار». وأضاف «نعتقد أن على إيران سحب عسكرييها، الميليشيات التابعة لها من سوريا وأن تفسح المجال أمام تعزيز عملية السلام في جنيف». من جهته، أكد الصفدي «ضرورة التقدم نحو حل سملي للأزمة السورية». وأضاف خلال المؤتمر الصحافي أن هذا الحل «يجب أن يكون على أساس القرار 2254 وعلى مسار جنيف الذي نعتبره المسار الوحيد لتحقيق الحل السلمي». وأشار إلى أن «الحل الذي نريده هو الحل الذي يقبل به الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا وتماسكها». صفقة القرن من جانب آخر، أكد الوزيران أهمية إعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وفيما يتعلق بخطة السلام التي من المقرر أن يعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال تيلرسون «شاهدت عناصر تلك الخطة، وهي قيد التطوير منذ أشهر عدة». وأضاف «لقد تشاورنا (في الإدارة الأميركية) حول الخطة وتعرفنا على مناطق تحتاج إلى المزيد من العمل. لذا اعتقد أن الرئيس هو من سيقرر متى يشعر بأن الوقت مناسب وأنه جاهز لإعلان الخطة». لكن تيلرسون أكد أنها «متقدمة إلى حد ما». وتابع أن الولايات المتحدة تحتاج لإيجاد سبيل لمواصلة العمل في اتجاه واحد مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي وأعرب عن أمله في إجراء محادثات بشأن التعاون للحد من التهديدات لتركيا. تهديد سوري في الأثناء، هدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بإسقاط أي طائرة تعتدي على سوريا، متهماً واشنطن بإجلاء ألف إرهابي ينتمون إلى تنظيم داعش من الرقة ودير الزور. وقال المقداد، في مؤتمر صحافي عقد بمقر الخارجية في دمشق، إن «الولايات المتحدة أجلت 1000 إرهابي ينتمون إلى تنظيم داعش من الرقة ودير الزور عبر الطائرات، ومنعت الجيش السوري من التقدم»، داعياً الأمم المتحدة إلى «التحقيق في أفعال وممارسات الولايات المتحدة، التي تهدد وحدة تراب سوريا وسيادتها واستقلالها السياسي وتستهدف تصفية الشعب السوري». ووصف المقداد الهجوم الأميركي على القوات الموالية للجيش السوري شرق البلاد منذ أيام بأنه «جريمة حرب»، مؤكداً أنه يمكن القضاء على الإرهاب في سوريا حين يتوقف الدعم الأميركي والغربي للإرهابيين. الكيميائي وفي موضوع آخر، قال مقداد «ننفي نفياً قاطعاً امتلاك سوريا لأي أسلحة دمار شامل، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، حيث تخلصنا من البرنامج بشكل كامل، وسلمناه لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ونعتبر أن استخدام الأسلحة الكيميائية في أي ظرف وأي زمان وأي مكان أمر لا أخلاقي وغير مقبول». وأعتبر أن «تهديدات الدول الغربية حول مزاعم استخدام الدولة السورية للسلاح الكيميائي، هي محاولة لتبرير أعمال عدوانية». وأشار المقداد إلى أن «السرعة التي نفذت فيها الغارة الأميركية على مطار الشعيرات في ريف حمص العام الماضي، تدل على أن (وزارة الدفاع ألأميركية) البنتاغون كان على دراية بخطط المسلحين استخدام الأسلحة الكيميائية»، متهماً منظمة «الخوذ البيضاء بالفبركة وتقديم تقارير مزورة». ولفت إلى أن هذه المنظمة «تعمل تحت سيطرة الاستخبارات المركزية الأميركية، وتحظى بدعم الحكومتين البريطانية والألمانية»، مؤكداً أن كل هذه الإجراءات «تأتي لمواجهة إنجازات الجيش السوري وحلفائه على الأرض». ويأتي تصريح المقداد غداة إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام جمعية الصحافة الرئاسية انه في حال حصول فرنسا «على دلائل دامغة عن استخدام أسلحة كيميائية ممنوعة ضد مدنيين» من قبل النظام في سوريا، فإنه «سنضرب المكان الذي خرجت منه (هذه الأسلحة) أو حيث تم التخطيط لها» مضيفاً «إلا أننا اليوم لا نملك بشكل تؤكده أجهزتنا، الدليل عن استخدام أسلحة كيميائية تحظرها الاتفاقات ضد سكان مدنيين».
مشاركة :