«بان كي مون» ورئاسة كوريا الجنوبية

  • 8/20/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حين يصل المرء إلى بلدة أمسونج في كوريا الجنوبية بالقطار يشاهد لافتة كبيرة كتب عليها «أمسونج المدينة الأم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون». أما إذا بلغ المرء المدينة بالسيارة ودخلها، من أحد المداخل، فسيجد تماثيل «بان» وهو يحمل حقيبة الأمم المتحدة. وقد يدخلها المرء عبر شارع «بان كي مون» ليصل إلى ميدان «بان كي مون» في وسط المدينة، حيث توجد لافتة كبيرة فيها صورة «بان» وهو يبتسم، وهناك إعلان عن اقتراب افتتاح بطولة التايكواندو باسم كأس «بان كي مون»، ثم يستمر المرء في السير، فيصل إلى مكان مسقط رأس الأمين العام للأمم المتحدة حيث شيدت نسخة طبق الأصل من منزله الأول وكتب على مدخل أحد الأبواب «هذه هي الحجرة التي ولد فيها بان كي مون». والمنزل عبارة عن متحف يسرد قصة حياة «بان» ويصفه بأنه «فخر كوريا الجنوبية الذي يكتب فصلًا جديداً في السلام العالمي». وهذه الحفاوة الشديدة بالأمين العام للأمم المتحدة توفر عائدات تتزايد للمدينة مع تصاعد التكهنات بأن هذا الدبلوماسي رقيق الحاشية يحتمل أن يخوض السباق على رئاسة كوريا الجنوبية، ويشير «لي بيل يونج» رئيس بلدية أمسونج إلى أن المتحف أقيم ليُلهم الشبان لكي يتبعوا خطى «بان». وأضاف «لي» الذي كتب على بطاقته أنه رئيس بلدية أمسونج مدينة «بان كي مون»، ويتزين مكتبه بصور كبيرة للغاية له مع الأمين العام للأمم المتحدة: «إننا نريد للأطفال أن تكون لهم أحلام كبيرة». وحين سئل «لي» إن كانت هذه الحفاوة بـ«بان» مبالغاً فيها قال إن الأمر مختلف هنا تماماً عما يجري في كوريا الشمالية «لأننا حين بنينا هذا لم نكن نتحدث أنه سيصبح رئيساً، ولم تكن هناك نوايا سياسية في الأمر». وصرح مستشار لـ«بان» بأن الأمين العام «ليس مرتاحاً» لمثل هذه الحفاوة الشديدة، ولكن لا يستطيع قول شيء ضدها لأن هذا قرار الحكومة المحلية. وتنتهي مدة تولي «بان» لمنصبه الحالي في نهاية ديسمبر من هذا العام، والانتخابات الرئاسية في بلاده من المقرر أن تجرى بعد ذلك بعام. والمشهد السياسي الداخلي في حالة من الفوضى حيث لا يوجد وريث محافظ واضح للرئيسة «بارك جيون هاي»، كما أن المعارضة تتناحر فيما بينها هي أيضاً. وقد اجتمع «بان» مع «بارك» مرات كثيرة. وتكهن كتاب كوريون جنوبيون بأن المسؤولين الكبيرين وضعا خطة للرئاسة في أحد الاجتماعات التي طال وقتها بشكل خاص في نيويورك في وقت سابق من هذا العام. وكذلك أشعل «بان» البالغ من العمر 72 عاماً التكهنات بعد زيارة لمدة ستة أيام لكوريا الجنوبية في مايو الماضي. وفي مؤتمر أثناء الزيارة أشار «بان» إلى أنه سيتخذ قراره بعد أن تنتهي فترة ولايته في الأمم المتحدة، وأعلن «حين أعود في الأول من يناير العام القادم أكون مواطناً كورياً جنوبياً، وحينها أفكر وأقرر ما ينبغي عليّ فعله كمواطن كوري جنوبي». وهذا الإعلان يمثل تحولًا واضحاً عن صمته السابق فيما يتعلق بهذا الشأن. ويعتقد محللون سياسيون في سيؤول أن «بان» إذا اعتزم خوض السباق على الرئاسة فمن شبه المؤكد أن يفوز بسبب اشتهاره وسمعته الطيبة. ويؤكد مقربون من «بان» أن قرار المسؤول الأممي لن يكون نابعاً من طموح شخصي، بل من شعور بالالتزام. ... المزيد

مشاركة :