وزارة العمل لا تتثاءب - د. عبد الله المعيلي

  • 8/21/2016
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

من يتتبع واقع جل الأجهزة الحكومية يتبين له دون عناء أنها ما زالت تراوح مكانها، لا جديد رغم الحركة والتصريحات والوعود الرنانة الجوفاء، الغريب أن بعض قادة الأجهزة الحكومية مازال يظن أنه سيأتي بما يأتي به من سبقه عندما يقوم بزيارة الدول المتقدمة، ولو أنه كلف نفسه واطلع على أدراج المسؤولين في الوزارة لوجدها مليئة بالكثير مما يظن أنه سيأتي به، من سبقه قام بزيارات للدول المتقدمة نفسها شرقًا وغربًا، بل إنه لم يكتف بذلك، بل شكل فرقًا عديدة للمهمة نفسها، وبعد هذه الزيارات صنعت أرفف حفظ فيها ما جيء به من تجارب وآراء وأفكار لو نفذ بعضها لتغيرت الحال، ولكن يبدو أن شهوة السفر كانت متصدرة الغرض من تلك الزيارات، بينما الغرض الرئيس جاء على هامش الوقت وفضلته. وعلى الرغم من حالة التذمر والإحباط لدى المواطنين، إلا أن هناك وزراء يشار لهم في المجالس والمنتديات بالبنان تقديرًا واحترامًا وإعجابًا بما تبين من جهودهم الموفقة في تطوير الوزارة التي يقودون عجلة تسيير مهماتها والأهداف المنوطة بها، يأتي في مقدمتهم وزير الداخلية، ووزير الخارجية، المبدع الذي اتسم بردوده الهادئة المقنعة، وإحاطته الشاملة بكل مجال يتحدث فيه، ووزير التجارة والصناعة سابقًا والصحة حاليًا، ووزير العمل، هؤلاء الوزراء لا يتثاءبون أبدًا، حماسة متقدة متجددة، ورؤى موفقة، وإجراءات حازمة، الكل يرى أنه لم يفر حاليًا أحد فريقهم، الكل معجب بهم ويدعو لهم بالمزيد من التوفيق والسداد. إن هذا العهد، عهد خادم الحرمين الملك سلمان، يتطلب وزراء يجارون هذا العهد الميمون الذي يسعى جاهدًا إلى إيلاء المواطنين كل عناية واهتمام، وبما يحقق لهم حياة كريمة مستوفية لكافة متطلبات الحياة الاجتماعية. من القرارات التي اعتمدتها وزارة العمل، إلزام الشركات والمؤسسات بقصر العمل في ستين مهنة على المواطنين السعوديين خلال الأشهر المقبلة، ولعل وزارة العمل تلزم أيضًا أصحاب البقالات الذين تعلق أسماؤهم صوريًا على كل بقالة بقصر البيع فيها على المواطنين السعوديين، لأن كل البياعين في هذه البقالات من الوافدين، ليس في المدن الكبيرة فحسب بل حتى في المحافظات الأخرى والقرى الصغيرة الأقل كثافة سكانية، ويقال: إن البعض من هؤلاء الوافدين هو المالك الحقيقي للبقالة، وأن اسم السعودي المعلق على البقالة اسم صوري يأخذ مقابله السعودي مبلغًا زهيدًا نهاية كل شهر، الواقع يفرض منع الوافدين من العمل بتاتًا في البقالات لا سيما وقد تزايد أعداد الأسواق المركزية في جل الأحياء، وهي أسواق منظمة شاملة لكل ما يحتاجه الفرد من لوازمه اليومية، وبالتالي انتفت الحاجة إلى البقالات الصغيرة التي تعد عبئًا اقتصاديًا وأمنيًا على البلد وحان سعودتها بصفة مستعجلة. كما أوقفت وزارة العمل الاستقدام على 23 نشاطًا تجاريًا، وقصرت شغلها على المؤهلين من الشباب السعوديين، قرار صائب موفق، والوزارة عازمة وبالتنسيق مع الجوازات على عدم تجديد الإقامة لكل من يعمل في أوجه النشاط التجاري الواردة في القرار. إن مما يخشى منه هو التراخي وعدم الجدية في تطبيق الإجراءات العملية لتنفيذ القرارات والإصرار عليها مهما كانت المعوقات، وبهذا تضمن وزارة العمل تحقيق غاياتها من هذا القرار الموفق. لم يعد للشاب السعودي المؤهل أي عذر في استثمار هذه القرارات والتواصل مع الشركات والمؤسسات التي جل العاملين فيها من الوافدين، وأن يثبتوا بجديتهم وعزمهم على النجاح والإبداع في إنجاز أعمالهم، بهذا يضمنوا الاستمرار في وظائفهم والتقدم فيها إلى مراتب متقدمة.

مشاركة :