يتغلب الأمل والإيمان بقدرة الشعر على إحداث تغيير في معادلة «الحرب والسلام» السائدة في أنحاء كثيرة الآن من العالم، على مشاعر التسليم بالأمر الواقع لحالة استفحلت فيها الحروب والدمار وضياع مقدرات شعوب عديدة في المنطقة، بالنسبة للشاعر الإماراتي علي الخوار، الذي انتهى من إعداد مقاطع باللغة العربية، ضمن أغنية عالمية متعددة اللغات، يتم الإعداد لها لتعرض ضمن افتتاح مهرجان الموسيقى العالمي في دورته الـ12 المقرر افتتاحه في مدينة جميرا بدبي الشهر المقبل. وقال الخوار في حوار مع «الإمارات اليوم» إنه تلقى نبأ ترشيحه لكتابة المقطع العربي من الأغنية، التي ستضم لغات عالمية عدة، منها العربية والإنجليزية والروسية والفرنسية والهندية وغيرها، بترحيب شديد، مضيفاً: «ما أحوجنا للدعاية والترويج والإبداع، وأيضاً الغناء الآن». في فضاءات الأغنية الوطنية قال الشاعر علي الخوار، الملقب بشاعر الوطن، إنه يعيش الآن، ومنذ وقت مبكر، في فضاءات الأغنية الوطنية، من أجل الإعداد لأعمال جديدة تتعلق باحتفالات يوم العلم ويوم الشهيد، واليوم الوطني، التي تشرف عليها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وأضاف: «المدهش في أن المعاني الفياضة للأغنية الوطنية ثرية ورحبة، على نحو يرفد الشاعر دوماً، مهما تعددت وتوالت أعماله، بالجديد المواكب لنهضة وطن يزهو على الدوام بقادته وأبنائه واتحاده». يذكر أن مهرجان الموسيقى العالمي في دورته الـ12 يضم فنانين من مختلف أنحاء العالم، منهم حسين الجسمي، وأحلام، وكاظم الساهر، ونجوى كرم، وهيفاء وهبي، وخوليو إجلاسياس، وريكي مارتن، وآشلا بوشلي، وأندرية وكوستي، وأل بانو، وأندي ووكاي، وون ونانا، وشيريا غوشال، ولارا فابيان، وشاجي، وديانا حداد، وسعد المجرد، وماجد المهندس، وشيرين عبدالوهاب، ويويو هاني سينغ، ولارا فابيان، وكاد دولونا، ولويس ميغيل، ووَيْل ويليمز، وبابي لاهيري. • 23 سبتمبر المقبل، من المقرر الكشف عن الأغنية العالمية الجديدة التي كتب جزءاً منها علي الخوار. • مهرجان الموسيقى العالمي يضم أسماء عربية وعالمية منها الجسمي والساهر وإجلاسياس وريكي مارتن. • «دبي تضرب أروع الأمثلة على الدوام في التآلف والانسجام والتعايش بين أبناء الحضارات المختلفة». وتابع: «من يعش في دبي فهو يعاصر تفاصيل يومية لواقع سلام عالمي نحن جزء من تفاصيله جميعاً، بدءاً من حاكم مبدع شاعر فذ لطالما أبدع ونهل في درره الشعرية من قيم السلام، مروراً بشعب يتآلف في سلام مع كل من يحل ضيفاً على وطنه الذي يشهد تآلفاً وانسجاماً بين شتى ثقافات العالم، لذلك فليس غريباً أن نتغنى بالسلام على أرض دبي الملهمة للسلام». واستطرد الخوار: «هذا هو العمل الثاني لي في غضون فترة قصيرة حول موضوع السلام، إذ شرفت بالإشراف على غناء قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعنوان (رسالة إلى الأمة)، التي غناها كل من كاظم الساهر ولطيفة، وهو العمل الذي حرّض باتجاه التغني بالسلام وفق أساليب وصور شعرية مبتكرة وغير تقليدية». وقال: «انتهيت من كتابة المقطع العربي من خلال أربع أبيات نبطية، لكن منذ فترة ليست بالقصيرة راودتني فكرة استكمال مقطع آخر بنمط الشعر الفصيح، إذ من المنتظر أن يتغنى بتلك الكلمات كل من أحلام وديانا حداد ومحمد حماقي، في حين تضم الأغنية عدداً كبيراً من نجوم الأغنية العالمية من ثقافات مختلفة، لتكون أغنية السلام بمثابة رسالة جديدة تصدح على أرض السلام، والمدينة التي تضرب أروع الأمثلة على الدوام في التآلف والانسجام والتعايش بين أبناء الحضارات المختلفة، وهي دبي بكل تأكيد». وأشار الخوار إلى أن «العمل الجديد، ليس أوبريت، وإنما أغنية ذات طابع مشابه من حيث تنوع اللغات وعدد المشاركين، والإمكانات الموسيقية من حيث حجم الفرقة والآلات المستخدمة وغيرها، لكنها تختلف عنه من حيث كونها بمثابة رسالة موجزة ومحددة بأن كلاً منا يجب أن يكون داعية سلام، وأن البشرية يجب ألا يكون بين أي من أبنائها تصارع، لأنهم جميعاً بالأساس بمثابة أسرة واحدة». وأضاف «نعم.. قد يؤشرالوضع الظاهري الراهن إلى أن الواقع تجاوز الشعر والشعراء وقدرتهم على التأثير الإيجابي، ومجابهة آلة الشر والدمار، في مقابل نشر قيم الحب والخير والجمال، لكن، التاريخ بشتى مراحله يعلمنا أن الشعر يظل قادراً دائماً على نشر القيم الإيجابية، ووأد الفتن وإطفاء نيران الحقد والتعصب والكراهية، وزرع الأمل». ورأى أن «الشعر ليس في أحسن أحواله بالتأكيد، ولغة القوة والسطوة تسود في أصقاع عديدة من العالم، وربما الغلبة الآن لمن يمتلك قوة غاشمة أكبر، لكنه، أي الشعر، يظل قادراً على التأثير في مَن يقف وراء المدفع، ومن يحمل البندقية، وهو تغيير يظل ممكناً، ما دمنا متمسكين بأمل سيادة السلام، الذي يجب علينا ألا نفقده». وأعرب الخوار عن أمنيته أن تكون الأغنية الجديدة المزمع الكشف عنها في 23 سبتمبر المقبل، أثناء افتتاح مهرجان الموسيقى العالمي في جميرا، مناسبة جديدة للتغني بالسلام «لعلها تكون صوتاً قابلاً للوصول يوماً، فتؤثر في مَن يتخذون قرارات الحرب والدمار والخراب».
مشاركة :