وقع أكثر من 60 عالماً وداعية يمنياً أمس (الأحد) في الرياض على ميثاق للعمل الدعوي بينهم لنبْذ الفُرقة والاختلاف، واستشعارًا لما تَمرّ به الأمة من أزمات ومخاطر، وتطلُّعًا إلى مستقبل أفضل تسُود فيه المودّة والألفة بين العاملين في الساحة الدعوية باليمن. وتعهد العلماء والدعاة على الحق، وتنمية روح التعاون على البر والتقوى في ما بينهم، والعمل على تعزيز ائتلاف وتوافق اليمنيين، وتعزيزِ انتمائهم لدينهم ووطنهم وأمتهم، وفق منهج أهل السنة والجماعة. وأكدوا على الاحترام المتبادل بين الجميع، وترك التجريح المبني على الظنون والأهواء، والابتعاد عن الهيمنة والإقصاء للآخر، وتجنُّب مفسدات الأُخُوَّة. ويَحْملُ الميثاق صفة الإلزام للموقعين عليه، ومن يليهم من العلماء والدعاة، ولغيرهم الحق في الإفادة منه؛ بشرط ألا يخرجه عن سياقه، ولا يؤثر على مساره، وهو دعوة للتعاون والتكامل، لا دعوة إلى الذوبان والتآكل، ولا يرفض الخصوصيات لأي مُكَوَّن ما لم تخالف نصًّا محكمًا، أو أمرًا أجمع على خلافه أهل السنة والجماعة، فإن ورد فيه خطأ أو زلل فيشفع لذلك سلامةُ المقصد وسموُّ الهدف. وقال منسق برنامج التواصل مع علماء اليمن الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد محمد الوشلي إن الميثاق جمع عدة فئات ومذاهب فقهية في اليمن، ويشتمل على أكثر من 60 مادة تحوي مبادئ في العقيدة والعبادة والأخلاق والمنهج الوسطي المعتدل الذي يعتنقه أهل السنة والجماعة، ويهدف في النهاية إلى رسم توجهات للعلاقة بين المذاهب السنية لتتوحد فكرياً وعقدياً. وأكد الوشلي لـ«عكاظ» أن الجمعيات والأحزاب اليمنية السنية الموقعة على الميثاق كانت بحاجة إلى تنسيق فقط، واقتضى أن يتم استضافتهم لتصب جهودهم في مجال واحد، مبينا أن أهل العلم والدعوة لم يكن بينهم خلاف حقيقي، وإنما كان هناك نوع من الجفاف والبعد، بيد أنهم عند اجتماعهم رأوا أن الخلافات التي كانوا يتصورونها تبددت وأصبحت الأصول السلفية هي منهجهم واعتقادهم. ويهدف الميثاق إلى الحفاظ على توحيد الصف، واجتماع الكلمة، وتنسيقِ الجهود لحماية الدعوة في اليمن من التصدعات الداخلية والمؤامرات الخارجية، ووضع آلية للتعامل الشرعي مع مسائل الخلاف، وتحقيق التعاون والتكامل لنصرة الدين، وترسيخ مبدأ التناصح والتحاور بالتي هي أحسن، والسعي لتنسيق الجهود، وتقارب الرؤى ووجهات النظر بين الهيئات العلمية، والأحزاب السياسية، والجمعيات الخيرية بما يحقق مقاصد الدين، ومصالح الأمة العامة والخاصة. وتضمن الميثاق الحثّ على مراجعة وتطويرِ مناهج التعليم وأساليب التربية لدى المدارس الدعوية وتهذيبها على هَدْي الكتاب والسنة، بما يساعد على بناء جيل متمسك بالحق، بعيد عن التعصب المذموم بجميع صوره. من جانبه، قال الداعية اليمني الباحث في شؤون الفرق والمذاهب خالد الوصابي لـ«عكاظ» إن الخلافات بين علماء ودعاة اليمن بعضها سياسي يتعلق ببعض التحالفات، والآخر بمواجهة الفرق الضالة «فكرياً».
مشاركة :