احتفظ البريطاني مو فرح بذهبية سباقي المسافات الطويلة في الأولمبياد، وذلك بعدما قدم أداء في غاية القوة ليفوز بسباق خمسة آلاف متر في «أولمبياد ريو دي جانيرو» أمس (السبت) ليضيفه إلى ذهبية سباق عشرة آلاف متر التي نالها الأسبوع الماضي، وذلك إثر لقبين في العام 2012. وفرح هو ثاني عداء في فئة الرجال فقط يحقق هذا الإنجاز بعد الفنلندي لاسه فيرين في العامين 1972 و1976. وفاز فرح بالسباقين في بطولة العالم من قبل لينتزع مكاناً له ضمن عظماء تلك الرياضة. وتعامل فرح (33 عاماً) مع كل ما واجهه أثناء السباق أمس بحنكة، بعدما كان جيبرميسكل وجيبرهيويت الأسرع منذ البداية. ومع ذلك وبحلول منتصف السباق بدا أن الاثنين تخليا عن هذا النهج وتقدم فرح نحو الصدارة، مضاعفاً سرعة السباق ومع بلوغه بداية اللفة الأخيرة، بدا أنه لا يُقهر كما جرت العادة. وتفوق فرح على الأميركي بول تشيليمو المولود في كينيا (صاحب الميدالية الفضية)، بينما جاء الإثيوبي هاجوس جيبرهيويت في المركز الثالث لينال البرونزية. ولم تكن الأمور سهلة بالنسبة لفرح نظراً إلى عدم خوض الثلاثي الإثيوبي المؤلف من ديجين جيبرميسكل ومختار ادريس وجيبرهيويت لسباق عشرة الآف متر للتركيز على سباق المسافة الأقصر... والثلاثة يفاخرون بتسجيل أزمنة شخصية أفضل من فرح. وقال فرح للصحافيين «أكره الخسارة ولدي هذا الدافع دوماً. الأمر يعود لشخصيتي»، مضيفاً «لا يمكنني تصديق ما حدث. كنت أتمنى الفوز بميدالية كعداء ناشئ. كانت الرحلة طويلة لكن إذا حلمت بأي شيء ولديك الطموح والرغبة في العمل بقوة، فإن في وسعك تحقيق أحلامك». وأُقيم حفل توزيع الميداليات بعد منتصف الليل في استاد يكاد يخلو من الجماهير، وهو ما تناقض بشكل كبير مع ما حدث قبل أربع سنوات عندما تُوج فرح في مدينته لندن وأمام 80 ألف متفرج. وأوضح فرح «شعرت بألم عقب العدو لمسافة 10 كيلومترات إذ لم أتعاف من عناء هذا السباق بعد»، لافتاً إلى ان «هذا يظهر أن ما قمت به في لندن لم يكن مجرد ضربة حظ. وفعل ذلك ثانية يُعد أمراً لا يصدق. أريد فقط رؤية أطفالي لأضع هذه الميدالية حول رقبتهم». وتابع «اندهشت بسبب اللفة الأولى واعتقدت أن السباق سيأتي بطيئاً. كانت لديهم خطة وكانوا يريدون انتزاع الأمر من بين يدي، لكن وبمجرد أن اقتنصت الصدارة، لم أدع أي أحد يتجاوزني».
مشاركة :