قصة قصر «توفيق» في حلوان: «يسكنه الأشباح والبلطجية وثعابين قاتلة»

  • 8/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعود تاريخ مدينة حلوان المصرية إلى ٥٢٠٠ عام أي ما قبل تاريخ الأسرات الفرعونية، حيث وجدت موميات وبقايا بيوت تؤكد سكن المصريون القدماء للمكان، وقد وجدت في منطقة عزبة الوالدة 10258 مقبرة كبيرة وصغيرة تخص الأمراء وكبار الموظفين وعدد من عامة الناس، ويرجع تاريخها إلى الأسرة الأولى والثانية الفرعونية. وبُنيت جنوب حلوان، على بعد ١١ كيلومتر شرق مدينة التبين وجنوب مدينة ١٥ مايو الحالية، وأول سد مائي في التاريخ سُمي بسد وادي جراوي، ثم سُمي بسد الكفرة «الوثنيين» في عصور لاحقة، ووجدت أيضًا بعض الآثار البطلمية، كما سكن المكان أيضًا في أوائل العهد المسيحي بعض الرهبان ووجد بها كنائس وأديرة تؤكد ذلك. وفي عام 690 ميلاديًا، اجتاح وباء الطاعون مدينة الفسطاط فأرسل عبد العزيز بن مروان كشافين لكي يكتشفوا مكانا صحيا لإقامته، فتوقفوا في حلوان وفيها أسس حكومته وأقام ثكنات للجنود ونقل الدواوين إليها، وأقيمت فيها القصور والبيوت والمساجد. وفي خلال سنوات قليلة أصبحت حلوان أكثر جمالاً من الفسطاط، بيد أنه خلال الفترة من عام 1775 م وحتى 1849م أهملت المنطقة، حتى جاء الخديو إسماعيل عام 1873م و أصدر أوامره للدكتور «رايل» لكي يبني الحمامات الكبريتية، ولكي يعيد تخطيط المنطقة مستخدماً المعايير الحديثة. واستمر تاريخ حلوان في التطور، حتى عهد الخديو توفيق، والذي اهتم بتعمير حلوان بشكل خاص، وكان حريصًا على الذهاب إلى حلوان مرتين في الشهر، وكان يرسل كل يوم جمعة فرقة موسيقى خديوية للعزف في الحدائق، وأمام الفنادق، وبعد حرق سراي عابدين سنة 1891، أقام الخديو توفيق إقامة كاملة في سراي أمينة هانم حتى انتهاء ترميم عابدين. وعند ما يُقارب سنة 1800، أنشأ الخديو توفيق قصرًا في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، لزوجته الأميرة، أمينة هانم، على مساحة 9838 متر، وبُني على مساحة 1448 متر، وأحاط به حدائق كبيرة، حيث اشترت أمينة هانم الأرض مقابل 6000 جنيه ذهب، فيما تكلّفت المباني التى أقيمت على أرضه 150 جنيهًا ذهبيًا. ويتكوّن القصر من مبنيين وهُما، الحرملك والسلاملك، عدا المباني الملحقة لإقامة الخدم والمطابخ والاسطبلات، ويتكون الحرملك من دورين عدا بدروم لهُ سقف جمالوني، وهو مبنى على طراز معماري كلاسيكي يتضح فيه التأثر بمباني عصر النهضة في أوروبا، أما السلاملك فهو مبنى مكون من دور واحد وبدروم. وبجانب القصر، بنى الخديو فندقًا أخر لاستيعاب الأعداد الوافدة للاستشفاء في حلوان، كما بنى كازينو للترفيه عن سكان حلوان من الأجانب والمصريين. وأفل نجم القصر ابتداءً من سنة 1930، في عهد الملك فؤاد حين هدم الفندق الذي يحمل اسم الخديو توفيق، وتم تحويل أجزاء من سراي أمينة هانم إلى مدرسة ثانوية للبنين ثُم مدرسة تجارية، أما الحرملك فيُستخدم كمخزن لإحدى المدارس، كما أحاطت بهِ مدارس فتكاد تخفيه تمامًا عن الماره، أما الجزء المتبقى فهو مهجور تسكنُه الوطاويط والثعابين، مما يهدد سلامة الطلاب. وبعد سنوات من إهمال القصر، عادت الصحف مرةً أخرى منذ سنوات قليلة للبحث وراء الأشباح التى تسكُنه، وأخيرًا عرض الإعلامي، محمد موسى، تقريرًا مصورًا لقصر الخديو توفيق، الواقع بالجهة الخلفية لمستشفى حلوان العام، قائلاً: «القصر أصبح يسكنه الأشباح منذ عشرات السنين، بالإضافة إلى وجود ثعابين وزواحف قاتلة داخله». وأضاف «موسى»، خلال برنامجه «خطر أحمر»، المذاع على فضائية «الحدث اليوم»، مساء الخميس الماضي، أن «العشرات من البلطجية والخارجين عن القانون يستخدمون القصر مرتعا لأعمالهم المنافية». ونوه الإعلامي بأن حديقة القصر تحولت إلى مقلب للقمامة ومسرح لإدمان المخدرات ووكر للقتلة واللصوص، لافتا إلى أن المسؤولين أنفسهم لا يحاولون زيارة القصر أو الاستفادة منه. وسبق أن شكَّلت وزارة الآثار لجنة من قبل، قالت إن هذا المبنى غير مسجل ضمن الآثار الإسلامية والقبطية، ولا يخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته بالقانون رقم 3 لسنة 2010، وإنما مسجل ضمن المباني ذات الطراز المعماري المتميز. ويتكون المسرح من صالة يتقدمها خشبة مفقودة الآن ويعلو جدارها من أعلى زخارف جصية داخل تكوين نصف دائري، ويحيط بالصالة من أعلى من ثلاث جهات ممرات طولية تطل على خشبة المسرح.

مشاركة :