طبرق، طرابلس، سرت (وكالات) رفض مجلس النواب الليبي (البرلمان) (ومقره في طبرق شرق البلاد) في جلسته أمس منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وذلك في حضور 101 نائب امتنع 39 منهم عن التصويت وصوت نائب واحد لصالحها . وتحدث نواب في مؤتمر صحفي عن نتائج الجلسة، مشيرين إلى أن رفض منح الثقة يعني سقوط المجلس الرئاسي الذي فشل في تشكيل الحكومة مرتين، ووصفوا هذه التشكيلة الحكومية بأنها «غير متوازنة ومختلة». وأعلن الناطق باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، أن البرلمان عقد جلسة رسمية في مدينة طبرق كاملة النصاب وحضرها 101 عضو إضافة إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والنائب الثاني حميد حومه. وأضاف أن النواب صوتوا على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني وجاء بعدها أن 61 عضواً حجبوها و1 منحها و12 امتنعوا وباقي الأعضاء انسحبوا من القاعة أثناء التصويت. وتتولى حكومة الوفاق التي نشأت عن اتفاق بين الليبيين رعته الأمم المتحدة ووقع في ديسمبر 2015 في الصخيرات في المغرب، إدارة شؤون البلاد، لكنها غير قادرة على فرض سلطاتها على مجمل المناطق خصوصا بسبب معارضة الحكومة المنافسة في الشرق. وترفض حكومة الشرق تسليم سلطاتها قبل التصويت بمنح الثقة لحكومة السراج وتقول إنها تتبع لسلطة البرلمان. ورغم الصعوبات السياسية والأمنية والتضخم ونقص الخدمات العامة نجحت حكومة الوفاق في شن حملة على تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس وحققت فيها تقدما منذ 12 مايو. وفي هذا الإطار سيطرت قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق على مسجد الرباط في سرت وسجن كانت شرطة «داعش» تديره. وقال المركز الإعلامي إن مسجد الرباط يعد أكبر مساجد سرت، حيث كان كبار أعضاء التنظيم يلقون فيه خطباً. وقال الناطق باسم مستشفى مصراتة، أكرم قليوان، لوكالة «رويترز» إن ما لا يقل عن تسعة من مقاتلي «البنيان المرصوص» قُتلوا كما أصيب 85 آخرون خلال الاشتباكات التي وقعت أمس الأول. وأضاف المكتب الإعلامي إنه عُثر على عشرات من جثث مقاتلي تنظيم «داعش» في المناطق التي تمت السيطرة عليها حديثًا، على الرغم من عدم إعطائه عددًا محددًا، ولم يُعرف متى قُتل هؤلاء المقاتلون. وأصيب القائد الميداني لكتيبة الإعصار في قوات «البنيان المرصوص» بشير ارفيدة جراء الاشتباكات مع تنظيم «داعش» وسط مدينة سرت. وقال الدكتور اكرم اقليوان لـ«بوابة الوسط» إن مستشفى مصراتة المركزي استقبل أكثر من 40 جريحًا من قوات «البنيان المرصوص» من بينهم القائد الميداني بشير ارفيدة واصفاً إصابته بالخطيرة. من جانبه قال الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» إن قواتهم غنمت خلال مواجهات الأحد كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والآليات كانت في حوزة مسلحي تنظيم «داعش» في مدينة سرت. وكان المركز الإعلامي ذكر في بيان صدر في وقت سابق أمس الأول أن «قواتنا أحكمت الأحد السيطرة على حي 200 وحدة سكنية في مركز المدينة، بعد قصف بالمدفعية الثقيلة، حيث تقدمت بالمدرعات على الحي وتعاملت مع قناصة حاولوا إعاقة تقدمها». وأضاف أن «أهم المواقع التي سيطرت عليها قواتنا الأحد هي مقر الأمن الداخلي سابقاً الذي كان داعش يستخدمه سجنا، كذلك مقر ديوان الحسبة، وحي الناقة، وشارع دبي، وبعض المواقع الأخرى. وأحبطت قواتنا تقدم سيارتين مفخختين في اتجاه خطوطنا الأمامية حيث قامت قواتنا على الأرض بتفجيرها من دون خسائر في صفوفنا». وقال البيان إن «طيران الدعم الدولي نفذ ضربتين جويتين على مواقع للقناصة» في إشارة إلى الطيران الأميركي.
مشاركة :