عمّان: الخليج تحت شعار الابتكار والقيادة، وضمن فعاليات مؤتمر الشباب العرب الدولي الخامس والثلاثون، التي اختتمت مؤخراً في العاصمة الأردنية عمان، وبحضور إماراتي فاعل؛ أطلق نحو 120 مشاركاً من 15 دولة عربية وأجنبية، عدة مبادرات اجتماعية، وشاركوا في ورش مهارية، كما طرحوا أفكار عدد من المشروعات التطوعية. التقرير التالي يلقي الضوء على المشاركة الإماراتية في المؤتمر، وكذلك على ما قدمه الشباب وما حققوه من استفادة، من خلال عرض انطباعاتهم تجاه هذه الفعاليات. أكدت مريم الرميثي، المديرة العامة لمؤسسة التنمية الأسرية ، أثناء فعاليات المؤتمر، أهمية ودور جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولي، في تحقيق التنافس الإيجابي بين الشباب ضمن حقول معرفية متنوعة. وأعلنت إطلاق الدورة الرابعة للجائزة، وشرحت للمشاركين أهدافها وجدواها، وتأثيرها في الشباب، وذلك من خلال تقديم نماذج ناجحة في المجتمع. وشدد سعيد الطنيجي وحصة الكعبي، رئيسا الوفد الإماراتي التابع لوزارة التربية والتعليم، على أهمية المشاركة الإماراتية المتجددة في المؤتمر. وقال الطنيجي، وهو مختص اجتماعي من دبا الفجيرة: تفاعل طلابنا بشكل لافت وبارز ضمن الورش المختلفة، وشاركوا في ندوات وجلسات طرحت العديد من المبادرات، وأسهموا بآراء وتجارب مهمة في المحاضرات. وأضاف: قدّمنا في اليوم التراثي مقتنيات ومجسمات ومعدات تقليدية، ضمن المعرض الشامل، إضافة إلى فقرات استعراضية من بينها اليولة، وتفاصيل بعض العادات الاجتماعية الإماراتية، وقصائد نبطية وأهازيج فولكلورية. وأشار الطالب حسن الطنيجي إلى اكتسابه مهارات وأفكاراً جديدة، حول الابتكار والقيادة، مع إمكانية ترجمتها ضمن أنشطة مجالس الطلاب، لافتاً إلى أنها المرة الثانية التي يشارك في ملتقى شبابي عربي خارج الدولة. وتابع: هناك عدد من المشروعات المهمة قدّمها المشاركون، مثل مشروع الطاقة البديلة. كما كانت مفيدة وممتعة مشاركتنا في مشاهد تمثيلية من تأليفنا، بعد انتهاء ورشة الدراما والمسرح. أما الطالب سعيد الحفيتي فوصف تجربة المشاركة في مؤتمر شبابي عربي دولي، بأنها مهمة في مرحلته العمرية الحالية، خصوصاً مع استعداده للالتحاق بالجامعة. وأضاف قائلاً: أكثر ما لفت انتباهي مشروع الطاقية التي تشحن وتخزّن الكهرباء، فهي عصرية ومبتكرة ومفيدة، ومنخفضة التكلفة، كما أن حضور مثل هذه الورش يصقل الملكات بشكل عام ويفتح المجال لإبداء الأفكار المميزة. كما أجمعت الطالبتان سارة الحمادي وهند بالحمر على انعكاس المشاركة في الجلسات الحوارية، والتعرف إلى المبادرات التطوعية، إيجابياً على إدراك إمكانية البدء من فكرة صغيرة لتقديم نتائج عامة مفيدة. المشاركة الشبابية امتدت لتشهد حضوراً عربياً وأجنبياً مميزاً، وبدورهم عبر عدد من الشباب العرب والأجانب عن آرائهم وانطباعاتهم تجاه فعاليات المؤتمر ومشاركتهم فيها، فقد أكد الشابان السعودي معاذ التركستاني، والأردني راشد وشاح، أن تبنّي المؤسسة المُنظّمة للمؤتمر مبادرات تطوعية واجتماعية من خلال أفكار المشاركين، تشجع على تقديم منافع إنسانية وخدمية لفئات مختلفة من المجتمع، شكل حافزاً لإطلاق مبادرة بعنوان كل خطوة تعمل فرق، وهي تتعلق بتشجيع الانخراط في مشاريع تنموية وطنية تبدأ من الحي والمدرسة. وقال الشاب الكويتي محمد النواص، إن زيارة الشباب المشاركين في المؤتمر إلى مدينة البتراء، لم تكن من باب الترفيه والمتعة فقط، بل إنهم اكتشفوا عن قرب سبب إدراجها ضمن عجائب العالم السبع، إضافة إلى استفادتهم من جوانب مهمة بشأن تاريخ المدينة ونقوشها المعمارية، وهو أيضاً ما استفادوا منه عند زيارتهم متحف الأردن للتاريخ والتوثيق. الشاب المصري أحمد عصام أشار إلى أن جلسة الحوار مع ضيف المؤتمر الفنان محمد عساف، كانت مؤثرة ومُلهمة. وتابع : شرح لنا عساف مشاركته عندما كان طالباً في دورات سابقة للمؤتمر، لاسيما عندما كان المؤتمر تحت اسم الأطفال العرب، قبل تحويله إلى فئة الشباب. وسردَ كيفية تحقيق حلمه الفني بعد صعوبات وعراقيل، كادت إحداها أن تودي بحياته. ورأى الشاب التونسي لطفي بعلام في حفل السمر تتويجاً مهماً لمواهب الشباب المختلفة، فضلاً عن عرض عادات وتقاليد وتراث كل دولة مشاركة، بحضور جمهور من خارج المؤتمر. وكانت أكثر الفقرات التي جذبت انتباه بعلام، هي الفقرات المصرية الفرعونية، إلى جانب التصاميم والعروض التراثية الخليجية، والملابس الليبية والمواويل العراقية والدبكة اللبنانية. زانا كراسنيغي، الخبيرة التربوية ومدير مركز التطوير في كوسوفو، أوضحت أنها عرضت في إحدى الجلسات التفاعلية تجربة بلادها في إدخال الفنون الأدائية إلى المناهج التعليمية، وتشجيع القراءة بين الشباب، وذلك بتحويل الساحات والميادين العامة إلى ما يشبه الاحتفال الدوري للمطالعة، بمشاركة عشرات الكتّاب والمثقفين. توثيق التعاون من جانبها وتعليقاً على فعاليات المؤتمر والهدف منها، قالت هناء شاهين، المديرة التنفيذية ل مؤسسة الملك الحسين الجهة المنظمة للحدث: نسعى إلى توثيق التعاون والفكر الحر والحوار البناء بين الأجيال، للوصول إلى العدالة الاجتماعية والأمن الإنساني، وذلك بفتح المجال للشباب للانخراط في سن مبكرة في جلسات نقاش وتبادل الخبرات، وتلمس الروابط المشتركة، وتعزيز التسامح وقبول الاختلاف. وأشارت إلى اهتمام المؤتمر بشكل رئيسي بالفئة العمرية بين 13 و17 عاماً، وتنفيذ العديد من النشاطات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، ووزارة التربية والتعليم الأردنية، وبدعم من جهات رسمية. وفي السياق نفسه، أشادت لينا التل، مديرة المهرجان، بمشاركة وفود مختلفة تمثل عدداً من الدول العربية والأجنبية، هي الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وقطر ومصر ولبنان وفلسطين وليبيا والعراق وتونس وباكستان وهولندا وكوسوفو، إلى جانب الأردن البلد المنظم. وقالت إن المؤتمر أصبح مرجعاً سنوياً للفئة المستهدفة، بالاستناد إلى انتماء الشباب العرب - تحديداً - لثقافة مشتركة، واكتشاف هؤلاء عمق الأواصر ومد جسور التعاون والتواصل مع ثقافات عالمية. وأضافت: اشتملت فعاليات المؤتمر على ورش يدوية، وأخرى تتعلق بالدراما والاستعراض والغناء والموسيقى والمسرح والمواهب والهوايات المختلفة، وندوات طرحت مشروعات تطوعية ناجحة نفذها مشاركون في أوطانهم، ومبادرات أطلقت في المؤتمر تبنتها الجهة المُنظمة. أما عنود الزعبي، مشرفة الورشة التفاعلية التي عقدت بعنوان عمق التواصل، فقد لفتت إلى تقديم الورشة أساسيات التحاور الهادف، والبحث عن المعرفة الجادة، واكتساب القيم بشكل علمي مدروس، وتطبيق حل الخلافات بطرق سلمية وإنشاء علاقات صحية مع أفراد الأسرة والمجتمع. في حين ذكر مهند النوافلة، مشرف عام المؤتمر، حرص القائمين على الفعاليات على أن يقدم الطلبة المشاركون في نهاية كل ورشة ما يشبه المشروعات النهائية، سواء عبر عروض مسرحية مشتركة تتناول قضايا تهمهم، أو لوحات فنية ومشغولات يدوية جماعية، أو لوحات استعراضية، وابتكارات في مجالات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة. توصيات طالب الشباب المشاركون في المؤتمر، في إطار التوصيات الختامية، وبعد 7 أيام من الأنشطة والبرامج المختلفة، بمنح الفرصة للشباب في جميع المجالات، وإدراج مساقات في المناهج الدراسية تعزز مفاهيم التبادل الثقافي واحترام الأديان، واعتماد طرق تفاعلية إبداعية في التعليم، وإضافة مهارات تتناول القيادة والابتكار. ودعا المشاركون الحكومات إلى تشكيل مجالس رقابية لتطبيق محتوى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والناشئة، وأهمية ضمان العدالة الاجتماعية لكلا الجنسين، وتعديل التشريعات التي تحقق ذلك. وأوصى الشباب بإدراج قوانين بعقوبات مشددة تحد من التعدي على البيئة، في مقابل تفعيل تشجيع إعادة التدوير، واعتماد مصادر الطاقة المتجددة في جميع نواحي الحياة، وبناء المصانع بعيداً عن المناطق السكنية والأراضي الزراعية.
مشاركة :