صداع المراهقين: مضايقات ومعاكسات في مواقع التواصل الاجتماعي

  • 2/11/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر وسكايب والواتس آب»، وغيرها من وسائل التواصل والتعارف إلى ساحات وميادين للمعاكسات بين الشباب والفتيات، فخرجت عن قواعد الذوق والأدب بسبب ما يطلقه البعض من عبارات وجمل غير مهذبة إلى كلمات مخجلة حتى لو كانت على سبيل المزاح، في ظاهرة سلبية أزعجت من استخدموها لغرض التعارف بعفوية أو بنوايا حسنة، وجعلت بعض المتواصلين والمتواصلات يقاطعون تلك المواقع على خلفية ما لحق بهم من متاعب. نرصد من خلال التحقيق التالي أسباب السلوك غير المهذب، والطريقة التي تضمن تعارفاً حسناً بعيداً عن المبالغة أو تجاوز الحدود، ويطرح التحقيق تساؤلاً عن الطريقة التي يكف فيها الشباب عن استخدام هذه الوسائل والوقت الآخر الذي يستخدمه الشباب؟، ونعرض الأغراض النبيلة لمواقع التواصل الاجتماعي. مضايقات.. ومعاكسات يقول أمير طاهر: أعداد الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من أجل المعاكسات أو يسخرونها لهذا الغرض قليلة للغاية، وبالتالي من الخطأ تعميم هذه الظاهرة أو إعطائها أكبر من حجمها. وهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، فتؤدي هذه الطريقة إلى تعدي الحدود اللائقة في الاستخدام إلى مضايقة الفتيات، ونفاجأ بعد ذلك بعدم استخدامها إلا في هذا الغرض. وكثير من الفتيات يرفضن التعرف على شاب من خلال هذه المواقع، لأنها تدرك أنّ هذا النوع من التعارف لن يكون مجدياً، وسيكون هدف الشباب منه المعاكسة فقط دون وجود تعارف حقيقي. آفاق واسعة للتعرف وتقول آية عبد الله: إن وسائل التواصل فتحت آفاقاً كبيرة في التعارف المتبادل، خاصة إذا كان الصديقان ليسا أبناء من وطن واحد، وبالتالي تكون هناك فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة لكل منهما. وتضيف، الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يدفع الشباب للطمع في الفتيات ومحاولة مضايقتهن، وهناك نوعية من الشباب يقوم بمعاكسة الفتيات الجديدات. ودور الفتاة كبير في الحد من هذه المعاكسات؛ فلا بد ألا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مبالغ فيها ومستفزة أو تستفز الشباب لمعاكستهن، وعليها أن تعتزل برامج الدردشة لو أنها كانت سبباً رئيساً في المعاكسة وقطع الطريق أمام الشباب المتسكع على صفحات الفيسبوك وغيره. ومن جانبه يقول محمود التهامي: أنا لن أدافع عن مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الشباب لها ولن أهاجمها أيضاً، ولكن ما أستطيع أن أقوله إنها وسيلة حلالها حلال وحرامها حرام، ولكنه وسيلة مهمة للتعارف بين الأشخاص والتعرف على الثقافات المختلفة وبالتالي مهمة. وأضاف «محمود»: دائماً أولياء الأمور لأنهم لا يستوعبون وسائل التكنولوجيا الحديثة فيسعون إلى شيطنتها ووصفها بصفات سيئة في محاولة لصرف أبنائهم عنها، وهذه طريقة خاطئة وعبثية. وكل الأدوات التكنولوجية لها استخدام حسن وآخر سيئ، وبالتالي الفارق في هذا الأمر هو طريقة الاستخدام، فكلما كان الاستخدام مرشداً نأى صاحب الشيء بنفسه عن الاستخدام السيئ. إغلاق الحساب تقول هدير محسن: اضطررت لغلق حسابي على الفيسبوك، لأنني أتعرض لمطاردات ليل نهار ومعاكسات، من أشخاص لا أعرفهم، فرغم أنني لم أضع صورتي على البروفايل ولا أي من بياناتي الخاصة، إلا أنّ هذه المطاردة استمرت حتى أخذت قراراً بغلق الحساب. وبعض الشباب كرّس نفسه للمعاكسات والمشاكسات دون أي كلل أو ملل أو دون مراعاة لأي أخلاق أو حتى قيم، وهو ما يسبب ألماً ووجعاً لكل الفتيات ويدفعهن لاعتزال استخدام هذه الوسائل التكنولوجية. وظاهرة المعاكسات يقوم بها بعض الفتيات اللائي يتقمصن شخصية رجل ويقمن بمعاكسة زميلاتهن ومضايقتهن بما لا يحببن سماعة. المرونة مع الحذر ويقول محمود بسيوني، أحياناً أحاول التعرف على فتيات، فأجدهن يتصدين لي ويرددن بردود لم أكن أتخيلها، ألتمس لهن العذر، ومرات أقوم بتسجيل أصدقاء لي في العمل، فيؤجلوا الموافقة على قبول الصداقة ويبالغون في ذلك نتيجة ما تعرضوا له وخشية ما قد يتعرضون له. وبعض الخوف والقلق مشروع ولكن هناك قلق غير مشروع على الإطلاق، في أن يكون هناك تأثير لهذه المواقع على قبول صداقات جديدة أو وضع النّاس كلها في سلة واحدة. ويؤكد بسيوني على ضرورة أن يكون الإنسان مرناً، فلا يكون ليناً فيعصر ويتعرض للمتاعب والمشاكل، ولا يكون صلباً، يرفض الآخر ويخاف منه، فيتسبب ذلك في حصاره. فتأخذ زمام الحديد سها محمود قائلة: دائماً بناتي يشتكين من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وهن قمن بترشيد هذا الاستخدام حتى يبعدن عن المعاكسات أولاً وما تسببه لهن من مشاكل اجتماعية. وقد شاركتهن هذا القرار ودفعت في أن يأخذن هذا القرار، لأنه يؤثر بشكل كبير على حياتهن ويسبب لهن مضايقات كثيرة، دون محاولة التعرف على مصدر هذه المضايقات التي تبعث إليهن فجأة، مع العلم أنّ كثيراً ممن يظهرون على هذه المواقع يظهرون بأسماء مستعارة وغير حقيقية. وطالبت «سها» بضرورة تقليل الاستخدام للمواقع والاعتماد عليها في التعارف، فالكثير من النّاس يراها طريقة مزيفة وليست حقيقة، فضلاً عن أنّ الإنسان لا يستطيع التعبير عن مشاعره من خلالها بشكل حقيقي وصحيح. ويؤكد محمود الجارحي أن أولاده يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة جنونية وربما يقضون الساعات الطويلة على استخدامها، هذه المواقع تنقل الكثير من الفيروسات، فضلاً عن تضييع الوقت، ويستخدمها الأولاد للتعرف على الفتيات ومعاكستهن، فاضطررت لإلغائها تماماً وقللت من استخدامهم لجهاز الكمبيوتر في البيت. وغالب استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للشباب محصورة في معاكسة الفتيات، وهو ما يسبب لي المتاعب بعد ذلك، إما من شكوى ولي أمر أو من مباحث التليفونات. ويذكر «الجارحي» أنّ ابنه وقع في مشكلة كبيرة وقبضت عليه أجهزة الأمن بعدما تعرفوا عليه، بسبب معاكسة فتاة على الإنترنت، وهو ما اضطررت للذهاب لوالد الفتاة واستسمحته حتى لا يضيع مستقبل ابني. البيئة الاجتماعية وحول هذا الموضوع تقول الدكتورة، سامية خضر، الخبير الاجتماعي: على أولياء الأمور أن يتعاملوا مع أبنائهم وبناتهن بذكاء شديد، فكلما حاولوا منعهم من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل التكنولوجيا على العموم تسبب ذلك في تمسك الشباب بهذه المواقع وفقد أولياء الأمور سيطرتهم. ووضع ضوابط من عدمها على استخدام الشباب يختلف من عينة لأخرى ومن بيئة لأخرى حسب تربية كل واحد، فهناك من يرفض ذلك رفضاً باتاً وهناك من يقبله بحدود، ولذلك من المهم التفاهم حول صيغة لا تكون صداميه بالنسبة للأبناء وتكون إرشادية في الوقت نفسه وتمنع عنهم المضايقات التي قد تؤذيهم.

مشاركة :