في سياق ترجمته أعمالاً شعرية وأدبية من العربية إلى الإيرانية اختار الكاتب الإيراني محمد حمادي ديوان «أثواب العشق» للشاعرة اللبنانية ندى الحاج ونقله من العربية الى الفارسية وصدر عن دار «فصل بنجم» (الفصل الخامس). والديوان نفسه كان ترجم إلى الإيطالية وصدر عن دار إنترلينيا باللغتين الإيطالية والعربية وأنجزت الترجمة المستشرقة فالينتينا كولومبو. وكتب حمادي في تقديمه الديوان من الفارسية: «جميل أن يکتب الشاعر عن الحب ويعبّر بذلك عن مشاعره وأحاسيسه الداخلية وقد يتميّز شعر الحبّ عن بقيّة أنواع الشّعر الأخرى، فهو الأقرب إلى القلب. لکنّ الأجمل والأسمى من ذلك أن يتوجه الشاعر بما ينشده نحو محبة الله. وفي هذا الديوان نجد أن الشاعرة ندى الحاج، التي قيل عنها «إن الشعر نزل عليها كمائدة من السماء»، تسير خلف الكلمات المعبّرة عن المحبة الإلهية بحيث تنشد في إحدى قصائدها:»عيوننا لا تُبصر سوى ما تريد/ قلوبنا تشحَذ فُتات القمر/ آثارنا تمحوها قبضة رمال./ لمن نُصغي؟ لمن نهتِف؟/ ألِسواك ربّي؟ ألِسواك؟». وهناك أجواء صوفية تلقي بظلالها على الديوان أيضاً تتجسد في أكثر من سطر وتعبر عن وحدة الشهود: «هذا البحر الذي كنته وكانَني/ يغفو بانتظار قبلتي/ هو الذي أحببتُه وحضنني/ ليس البحرَ الذي تعرفون/ ولن تعرفوه/ إلاّ من زرقةِ قلبي». ويتضمن الديوان أبياتأً تدل على هيام الشاعرة بين السنابل والمطر والشمس والقمر واللحظات الخالدة الصاعدة نحو السماء كأن تقول: «صوت الوعد وحده يهمس/ أن أسير مطمئنة في النور». وهي أيضا تعبر عن علاقتها بالحياة وتعتبر اللحظة أبداً في هذه القصيدة:» في اللحظة التي وُلِدتُ فيها/ مَن أطلَّ على أهدابي؟/ مَن وشوشني وهدْهَدني وسَحَرني؟/ مَن أفاضَ نِعَمَهُ على مسامي وخطف أنفاسي وانتشلني؟/ مَن أيقظني ونوّمني وصفَعني وذرّاني؟/ أجراس الورد تليق بي/ كلَّ لحظةٍ وردة كلَّ لحظةٍ أبد/ اعصِرْها تلك اللحظات/ اعصِرْها... حتّى تُغرق الصحراء».
مشاركة :