بارزاني في أنقرة لبحث مستقبل إقليم كردستان والموصل في مرحلة ما بعد «داعش»

  • 8/24/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

وصل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى أنقرة أمس في زيارة رسمية بناء على دعوة من رئاسة الجمهورية التركية، وبحسب مصادر في رئاسة الإقليم، فإن بارزاني سيبحث مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والقادة الأتراك خلال زيارته أهم التطورات التي تشهدها المنطقة، والحرب ضد «داعش»، ومستقبل إقليم كردستان، والعلاقات بين أنقرة وأربيل، وبدء عملية السلام بين الأكراد في تركيا والحكومة. بينما رجح خبير سياسي أن يلتقي بارزاني مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيبدأ اليوم زيارة رسمية إلى تركيا. وقال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط»: «الدولة التركية دولة جارة ومهمة لإقليم كردستان والعراق عموما، لذا العلاقات السياسية بين الإقليم وتركيا ستكون على رأس الملفات التي سيبحثها الرئيس مسعود بارزاني مع الزعماء الأتراك، إلى جانب بحث العلاقات الاقتصادية، خصوصا أن عشرات المليارات من الدولار تُستثمر من قبل كبريات الشركات التركية في إقليم كردستان، كذلك ستحتل الأوضاع في سوريا والعراق أهمية في مباحثات رئيس الإقليم مع الرئيس التركي، إضافة إلى التطرق إلى الحرب ضد تنظيم داعش». وتابع محمود: «هناك إدراك من قبل الدول الإقليمية للدور الكبير لإقليم كردستان وللرئيس مسعود بارزاني تحديدا، بعد عامين من إدارته الصراع والحرب ضد (داعش) وإدارته الأزمة والحفاظ على إقليم كردستان من السقوط بيد الإرهاب، واستقبال مئات الآلاف من النازحين العراقيين، كل هذا عزز من مكانة إقليم كردستان إقليميا ودوليا». وعما إذا كان بارزاني سيطرح على الأتراك موضوع استقلال الإقليم وإجراء الاستفتاء على تقرير المصير، شدد محمود على أن «مسألة الاستفتاء وإجرائه شأن داخلي يخص شعب كردستان والشعب العراقي بشكل عام، فالرئيس مسعود بارزاني قال إننا في كردستان سنحاور شركاءنا في الأرض وهم العراقيون حول موضوع حق تقرير المصير والاستفتاء في كردستان»، مضيفا: «بالتأكيد لدور الجوار رأي لأنها تهتم بالشأن العراقي، ولها أجندات في الدولة العراقية، لذا أتوقع أن يتطرق رئيس الإقليم لكثير من الأمور، ومن ضمنها تقوية العلاقة بين الإقليم وهذه الدول»، لافتا إلى أنه قد يكون لإقليم كردستان ورئيسه «دور مهم جدا مستقبلا في ديمومة الاتصالات بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة وتطويرها إلى مستوى الاتفاق أو توقيع اتفاقية جديدة». وبحسب مصادر كردية مطلعة، فإن زيارة رئيس الإقليم إلى أنقرة والجولة التي من المقرر أن يبدأها بعد تركيا إلى عدد من الدول الأوروبية، وزيارته المرتقبة إلى إيران، هي لحشد الدعم الدولي والإقليمي استعدادا لإجراء الاستفتاء العام في الإقليم حول تقرر المصير وإعلان الدولة الكردية. وتتزامن زيارة بارزاني إلى تركيا مع زيارة رسمية لنائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إلى تركيا، حيث من المتوقع أن يعقد اجتماع ثلاثي بين بارزاني وإردوغان وبايدن لمناقشة ملفات المنطقة بشكل عام. وبين الخبير السياسي الكردي المختص في الشؤون التركية، حسن أحمد مصطفى، أن زيارة رئيس الإقليم إلى تركيا «تأتي في وقت تمر فيه المنطقة بتغييرات كبيرة، والعلاقات بين إقليم كردستان والحكومة العراقية وصلت إلى طريق مسدود، بحيث لا تستطيع تركيا ولا إيران أن تلعبا دورا في هذا السياق، لذا أرى أن النقطة الأولى من أجندات زيارة رئيس الإقليم إلى أنقرة تتمثل في أنه سيبلغ القيادة التركية بأن إقليم كردستان لا يستطيع العيش مع الحكومة العراقية، وأن الإقليم غير مستعد لإبادة شعبه من أجل الآخرين، ويدرك أن تركيا لها حساسية مع خريطة المنطقة، وتخشى على أمنها القومي وأمن المنطقة»، مضيفا أن بارزاني سيؤكد لتركيا أن الإقليم «سيراعي هذه الحساسية ولن يشكل تهديدا لتركيا وحدودها وشعبها وسيطلب منها المساعدة». ويرى مصطفى أن بارزاني سيجتمع مع نائب الرئيس الأميركي والمسؤولين الأميركيين في تركيا، وسيبحثون جميعا الجانب الأمني للمنطقة، مضيفا أن «الجانب الأمني اليوم يأتي في مقدمة كل الملفات»، متوقعا أن يبحث بارزاني مع بايدن وإردوغان مجموعة من الملفات؛ في مقدمتها عملية تحرير الموصل، ومستقبل هذه المدينة كي لا يؤدي تحريرها إلى مشكلات وأزمات أخرى. وقال: «الإيرانيون يريدون أن يكون لهم دور في عملية تحرير الموصل وكذلك الأتراك وحزب العمال الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني يريد أن يكون له دور رئيسي، إضافة إلى أن الاتحاد الوطني الكردستاني يريد أن يكون له دور في عملية التحرير مع حزب العمال الكردستاني، وكذلك الميليشيات الشيعية، والحشد الوطني الذي يقوده محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، يسعون لأن يكون لهم دور في تحرير المدينة. في المقابل، تريد واشنطن أن تنعكس عملية تحرير الموصل بالخير على العراقيين، لا أن تكون سببا في اندلاع حرب أهلية».

مشاركة :