الحكيم يبحث في إقليم كردستان مرحلة ما بعد «داعش»

  • 2/5/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار الزيارات المكوكية التي يقوم بها رئيس التحالف الوطني وزعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، محليا وإقليميا، وصل والوفد المرافق له صباح أمس إلى إقليم كردستان، وكان في استقباله في مطار أربيل رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني. وكان الحكيم دشن زياراته الإقليمية إلى كل من المملكة الأردنية وإيران قبل نحو شهرين، وزار محافظتي ذي قار وميسان الأسبوع الماضي. ويضم الوفد الزائر إلى إقليم كردستان أعضاء من كتل التحالف الوطني المختلفة. وذكر مكتب الحكيم في بيان مقتضب، أن وفد التحالف الوطني سيجري «سلسلة من المباحثات مع المسؤولين في حكومة الإقليم في إطار التواصل مع إقليم كردستان العراق». وقال عضو الوفد النائب عن دولة القانون عباس البياتي، إن «الزيارة تأتي من أجل التحاور والتشاور والتباحث وتبادل وجهات النظر مع شركاء الوطن حول مرحلة ما بعد عصابات (داعش) الإرهابية، وأن السيد عمار الحكيم سيجري لقاءات في أربيل والسليمانية مع مختلف القوى الكردستانية». ورغم سعي أعضاء من ائتلاف «المواطن» بزعامة عمار الحكيم إلى وضع الزيارة في إطار طابع عام يتعلق بمختلف القضايا، فإن مراقبين يرون أن الزيارة تأتي في إطار جهود يبذلها الحكيم لـ«تسويق» موضوع التسوية الوطنية أو «التاريخية» التي طرحتها البعثة الأممية (يونامي) في العراق، وتبناها رئيس التحالف الوطني، رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت لها، بل ورفضها صراحة من قبل بعض القوى السنية والشيعية. وأضاف المراقبون، أن الحكيم متمسك بهذا المشروع، ويسعى إلى إقناع بقية الأطراف السياسية به. وتتضمن وثيقة التسوية التي ظهرت بداية شهر 2016 مبادئ كثيرة تهدف إلى «تسوية وطنية تنتج مصالحة تاريخية عراقية». إلى ذلك، قال سامي الجيزاني، عضو ائتلاف «المواطن» لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة «تداولية»، وتأتي في سياق السعي إلى «التواصل في الفضاء الوطني العراقي الذي يحرص عليه السيد الحكيم». ويرى أن الزيارة تأخذ في الاعتبار ثلاثة مرتكزات أساسية، هي «موضوع التسوية التاريخية، وعراق ما بعد «داعش»، والسعي إلى إيجاد تفاهمات مشتركة بين مكونات الإقليم؛ لأن استقراره يعزز استقرار العراق». وتوقع الجيزاني ألا تظهر الزيارة «نتائج عاجلة وسريعة نتيجة طبيعتها التداولية». ويتفق النائب عن التحالف الكردستاني محسن السعدون على الطبيعة «التداولية» للزيارة، ويرى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنها «تأتي في سياق الزيارات الطبيعية التي يقوم بها رؤساء الكتل المختلفة فيما بينهم للتداول بشأن مختلف القضايا». ورجح السعدون بأن تكون قضايا «الحرب ضد (داعش) والوضع الاقتصادي والموصل بعد التحرير» محل اهتمام الزعيمين مسعود بارزاني وعمار الحكيم. كما لا يستبعد السعدون أن يناقش الزعيمان المشكلات بين بغداد والإقليم، باعتبار أن الحكيم يحظى بتقدير خاص داخل الإقليم، ويرأس أكبر تحالف نيابي هو التحالف الوطني. ويقول السعدون إن «بعض المشكلات المتعلقة بالموازنة ما زالت قائمة، ونأمل أن يساهم اجتماع الزعيمين في حلحلتها، وهي مشكلات حقيقية تتعلق برواتب الموظفين؛ فالإقليم لديه مليون و200 ألف موظف، في حين تقول حكومة المركز إنها لن تدفع لأكثر من 600 ألف موظف، إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بموضوع النفط الذي ينتج الإقليم منه 550 ألف برميل يوميا ويسلمها للحكومة في بغداد».

مشاركة :