الاحتلال يريدها حرباً دينية

  • 8/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استمع يونس السيد الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وانتهاك حرمات الأماكن والمقامات الدينية في الخليل ونابلس وغيرها من جانب الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وما يتردد عن مخططات أصبحت جاهزة وقيد التنفيذ لهدم المسجد الأقصى، كلها عوامل تشي بإصرار الاحتلال على جر المنطقة إلى حرب دينية يصعب التكهن بنتائجها في ظل الانقسام الفلسطيني والعجز العربي وانشغال الإقليم والقوى الدولية المؤثرة بالحروب المشتعلة هنا وهناك ومحاربة الإرهاب. وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت مؤخراً عن خطة جهنمية وضعتها منظمات وجمعيات صهيونية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه خلال ثلاث سنوات، وإن هذه المنظمات جهزت نفسها ووضعت الخرائط اللازمة لبناء هيكلها المزعوم، وباشرت في نقل المعدات والأدوات اللازمة ووضعها في الأماكن القريبة من المسجد، بانتظار قرار سياسي رسمي بذلك، كما بدأت في إطار هذه الاستعدادات بتفعيل برامج وحلقات منزلية لتشجيع تكثيف اقتحامات الأقصى، وتفعيل نشاط شعائر مراسم الزواج التلمودي في المسجد. وسط كل هذه التهديدات والتحركات المريبة، وما سبقها، على مدار سنوات الاحتلال، من حفر في محيط المسجد الأقصى حتى وصلت إلى أساساته، وما رافقها من استهدافات بدأت بإحراقه عام 1968 ولم تتوقف عند محاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً لفرض الأمر الواقع كما فعلت في الحرم الإبراهيمي في الخليل، تتعالى صرخات المرابطين والمدافعين عن الأقصى ومعهم شخصيات دينية وسياسية منذرة بالأخطار الجدية التي باتت تتهدد الحرم القدسي من دون أن تلقى اهتماماً كافياً أو ردود فعل تتناسب مع خطورة الموقف، فيما عدا بيانات الشجب والاستنكار، على غرار بيانات فصائل المقاومة التي تصدرها عند كل عملية اغتيال لأحد قادتها أو كوادرها وتهدد فيها برد مدو ومزلزل لم نر أي ترجمة له على أرض الواقع حتى الآن. وما يزيد الطين بلة هو هذا الاستفزاز اليومي لعصابات الاستيطان والإرهاب المدعومة من حكومة سوبر يمينية يقودها عتاة التطرف والعنف، هي الأكثر إجراماً وإرهاباً ودموية في تاريخ الكيان الصهيوني، تحت شعارات دينية متطرفة، لا تبالي بإشعال الحروب الدينية طالما أن العالم يقف صامتاً عن مواجهتها، إذ ما الفرق بين تنظيم داعش الذي يستغل الدين لتبرير جرائمه في قتل وإحراق البشر وتدمير الأماكن الدينية والأثرية، وعصابات الاستيطان والاحتلال الصهيوني الذي يستغل الدين أيضاً لتبرير جرائمه في قتل وإحراق الأطفال الفلسطينيين، والعقوبات الجماعية وعمليات الإعدام بدم بارد والاعتداء على المقدسات وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها ومصادرة الأرض وتهجير ما تبقى من سكان البلاد الأصليين. ولماذا يصمت العالم أمام الجرائم التي يرتكبها الوجه الآخر ل داعش، أي الكيان الصهيوني. هناك إدراك تام لطبيعة السياسة المزدوجة التي يمارسها الغرب عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، وهناك إدراك أيضا بأن هذا الكيان لا يزال فوق القانون ولا أحد يستطيع أو يريد محاسبته، ولكن هل يسمح الغرب المتحضر باستمرار إهانة عقيدة ومشاعر أكثر من مليار و300 مليون مسلم، أو يسمح للكيان الصهيوني بإشعال حرب دينية قد تتجاوز حدود المنطقة وربما يصبح العالم برمته ساحة لها؟. الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال. younis898@yahoo.com

مشاركة :