أعلن رئيس كردستان العراق، مسعود بارزاني، أن زيارته التي يجريها حاليا لتركيا تأتي في إطار زيادة التنسيق في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة. وقال بارزاني، في كلمة تلفزيونية من العاصمة التركية أنقرة، أمس: «يبدو أن هناك تغييرات كبيرة مقبلة إلى المنطقة، لذا كان يجب زيادة التنسيق»، لافتًا إلى أن «الجانبين اتفقا على كيفية التعاون لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف بارزاني أن زيارته التي بدأت لتركيا أول من أمس وتنتهي اليوم (أمس) جاءت «بناء على دعوة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في هذا الوقت الحساس لجميع الأطراف». واعتبر أن الزيارة مثلت «فرصة لبحث جميع الموضوعات خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بن علي يلدريم»، مشيرا إلى أن «المباحثات شملت العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية وسبل تعزيزها، كما تحدثنا عن العلاقات بين كردستان وبغداد». ولفت بارزاني، إلى أنه ناقش مع المسؤولين الأتراك موضوع المدارس التابعة لحركة «الخدمة» أو ما تسميه الحكومة التركية منظمة فتح الله غولن أو «الكيان الموازي» في كردستان، وقال: «اتفقنا على كيفية حل هذا الأمر بشكل لا يضر بطلاب كردستان». وتوجد 20 مدرسة تابعة لحركة غولن في كردستان العراق تعمل منذ نحو 13 عاما، ورفضت سلطات كردستان في البداية إغلاقها بعد أن اتهمت أنقرة غولن، المقيم في أميركا، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، فيما نفى من جانبه أي علاقة له بها. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد التقى بارزاني مساء الثلاثاء بقصر الرئاسة في أنقرة، واستعرض معه استراتيجية قتال تنظيم داعش ومسلحي حزب العمال الكردستاني. وقالت مصادر بمكتب الرئيس التركي إن إردوغان وبارزاني تطرقا أيضا للخطوات الضرورية لإغلاق مدارس ومؤسسات في كردستان تابعة لغولن. وعبر بارزاني عن دعمه لقيادة تركيا المنتخبة في أعقاب محاولة الانقلاب في 15 يوليو (تموز). وجاءت دعوة بارزاني إلى تركيا في الوقت الذي تواجه فيه تهديدات متعددة من «داعش» في الداخل وعبر الحدود مع سوريا، وأيضا من منظمة حزب العمال الكردستاني التي تحتفظ بقواعد في جبال قنديل بشمال العراق. وتزامنت الزيارة أيضا مع اقتراب القوات العراقية والكردية تدريجيا من الموصل، المعقل الرئيسي لـ«داعش» في العراق. وأطلقت تركيا وقوات التحالف الدولي عملية عسكرية، أمس الأربعاء، لتطهير مدينة جرابلس المحاذية للحدود التركية في شمال سوريا من عناصر «داعش». ومهدت العملية لدخول قوات من الجيش السوري الحر إلى المدينة للسيطرة عليها لتبديد آمال قوات وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري في السيطرة عليها، وإقامة شريط كردي على الحدود التركية يقطع اتصالها بسوريا ومنطقة الشرق الأوسط. واستمر اللقاء بين إردوغان وبارزاني نحو ساعتين، بعده استقبل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بارزاني. وأشارت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، أن الجانبين عقدا اجتماعًا مغلقًا لمدة ساعة ونصف. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، مساء الثلاثاء، إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا يعد امتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستاني، وإن تركيا تنظر إليهما كتنظيمين «إرهابيين». وشدّد على أن منظمة حزب العمال الكردستاني وذراعها السوري يعملان على تشكيل رأي عام بخصوص حرب تركيا ضد «داعش»، بهدف شرعنة وجودهما وسط الظروف التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن. وأعرب يلدريم عن استعداد بلاده لاتخاذ جميع الخطوات التي من شأنها الحفاظ على الأمن والاستقرار والرفاهية في العراق وكردستان، في إطار روابط الصداقة والأخوة وحسن الجوار. وأوضح أن تركيا ستواصل تعاونها مع كردستان فيما يتعلق بمكافحة التنظيمات الإرهابية بما فيها «العمال الكردستاني» و«داعش»، على حد قوله، مرحبًا بموقف حكومة كردستان حيال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي. وأعرب بارزاني عن تعازيه لتركيا في ضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة، مؤكدا دعمه وتضامنه مع الحكومة التركية. وتناول يلدريم أيضا مع بارزاني مسألة مدارس غولن، ووعد باتخاذ ما يلزم بما لا يضر بمصالح طلاب هذه المدارس.
مشاركة :