تراجع الحوافز النقدية الأميركية يعاود رسم خريطة الاستثمار الدولية

  • 2/12/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يُجمع خبراء أوروبيون وسويسريون على أن عام 2013 كان سيئاً لأسواق الدول النامية، إذ إن الأسهم والسندات والعملات الوطنية لهذه الدول، التي طالما ثابر العالم على إنعاش اقتصاداتها في السابق، تختبر الآن حقيقة مالية جديدة تتجسد في هروب بلايين الدولارات منها إلى وجهات وخرائط استثمارية جديدة. وأشار مراقبون مصرفيون سويسريون إلى أن القيمة الكلية للأسهم والسندات التي سحبتها الصناديق الاستثمارية الدولية من الدول النامية، بلغت 60 بليون دولار، 32 بليوناً منها أسهماً، والبقية سندات. وخلال سنوات قليلة تحول رهان المستثمرين الدوليين إلى كارثة، فيكفي النظر إلى عام 2012 حين تدفقت أموال استثمارية، مباشرة وغير مباشرة، إلى أسواق الدول النامية قدرت قيمتها بنحو 120 بليون دولار. وأشار خبراء إلى أن الكارثة التي أصابت الأسواق المالية التابعة للدول النامية بدأت تظهر في أيار (مايو) الماضي عندما بدأ الأميركيون التحذير من أن سياسة الحوافز النقدية وعصر السيولة النقدية السهلة المنال لن يدوما طويلاً. وها هي الإدارة الأميركية تتبنى، بعد مرور ستة أشهر على هذا التحذير، سياسة شبه مضادة، معروفة باسم «تايبرينغ» تسعى إلى تقليص عملية طباعة الدولارات، لشراء سندات خزينة أميركية وغيرها، من 85 إلى 75 بليون دولار شهرياً. ولم تستعد الأسواق المالية إلى هذه الخطوة النوعية في السياسة المالية الأميركية، ما حض المستثمرين الدوليين على الابتعاد عن أسواق الدول النامية عبر بيع تلك الأصول التي استفادت كثيراً من سياسة التيسير النقدي الأميركي، والتي شملت بيع أسهم وسندات الدول النامية بأسعار زهيدة. ولفت أساتذة في جامعة «تيتشينو» السويسرية إلى أن جزءاً كبيراً من السيولة المالية الهاربة من الأسواق النامية، وصل إلى الأسواق المالية الأوروبية التي هجرها المستثمرون الدوليون خلال السنوات الماضية نتيجة أزمة الثقة باليورو وتباطؤ اقتصادات الدول الأوروبية. ولكن العام الماضي أكد للجميع أن اليورو لن يموت وأن اقتصادات الدول الغربية ما زالت صامدة، ولذلك بدأ المستثمرون يسترجعون ثقتهم بالأسواق المالية الأوروبية والسويسرية. ويكفي النظر إلى حركة الأموال، من الأسواق المالية الأوروبية وإليها في العامين الماضيين، ففي عام 2012 هرب نحو 20 بليون يورو من الأسواق المالية الأوروبية والسويسرية، في حين نجحت الصناديق الاستثمارية الأوروبية والسويسرية العام الماضي في استقطاب نحو 54 بليون يورو، ما يشكل بداية جيدة لهذه الأسواق.

مشاركة :