سجل العمل التطوعي الكويتي إنجازات داخلية وخارجية مشهودة، على الرغم من العقبات التي تحد من انتشاره وتحقيق أهدافه النبيلة. جُبل الشعب الكويتي على حب عمل الخير منذ القدم، وشهد تاريخ البلاد العديد من الأمثلة على انخراط أبنائها في الأعمال التطوعية أثناء الأزمات والكوارث في الداخل، كما امتدت جهود العمل التطوعي الكويتي إلى خارج البلاد، مع ما يواجهه المتطوعون من تحديات في هذا المجال محليا وخارجيا. ويواجه الشباب الكويتيون الراغبون في التطوع العديد من التحديات، لعل اهمها محدودية الأماكن التي يستطيعون التطوع فيها ورغبتهم في التطوع خارج الكويت، حيث تعترضهم عدة عقبات منها عدم ترحيب بعض الجهات التطوعية بالنساء، والجهات الأخرى تحدد مقاعد معينة وتجعل التطوع يقتصر على عدد قليل. وقالت المتطوعة مريم الفرج في تقرير أعدته "كونا"، إنها دخلت غمار التطوع في الـ19 من عمرها في أحد المستشفيات المتخصصة في تغذية الأطفال في أميركا من خلال منظمة خيرية انتسبت اليها عبر موقعها الإلكتروني، مؤكدة أن "مساهمة المتطوع بوقته وجهده في تغيير حياة أشخاص نحو الأفضل يشعرك بلذة التطوع". مواجهة الصعوبات من جانبها، قالت المتطوعة أميرة الخالدي، إن "هناك الكثير من الفتيات يطمحن الى التطوع داخل البلاد او خارجها، إلا أنهن يواجهن صعوبة في إقناع ذويهن". وأضافت أن مجال التطوع محلياً يتم غالباً بجهود ذاتية تنقصها المهنية ودون ترتيب مسبق، إضافة إلى أنه "محدود وفي الغالب يعاني البيروقراطية"، مدللة على ذلك بصعوبة التطوع في دور الرعاية التي ترعى الأيتام والمسنين، وقد يحتاج الراغب في التطوع الى توصيات لقبوله. من ناحيتها، قالت المصورة المحترفة والمتطوعة عذوب الشعيبي، إنها طلبت التطوع مع بعض الجهات الخيرية للعمل مصورة في رحلات خارجية، لكن طلب منها ان يتم سفرها على حسابها الشخصي، وقامت بذلك اكثر من مرة دون اعتراض، حتى بات ذلك يشكل عبئا ماديا عليها. من ناحيتها، قالت المتطوعة في الفهد، إن بدايتها مع التطوع داخل البلاد كانت في المرحلة الابتدائية، ثم انتقلت الى العمل التطوعي الخارجي بعد التحاقها مع فريق إنساني عن طريق إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن. أجندات مشبوهة بدوره، أبدى عبدالله الشمري رغبته في الالتحاق بالعمل التطوعي، لكن خشيته من امتلاك بعض الجمعيات العاملة في هذا المجال أجندات مشبوهة، في ظل تهم شملت بعضها التستر بالعمل الخيري لدعم الإرهاب، حد من هذه الرغبة. وأشار الشمري إلى عدم ترحيب بعض الجمعيات بالمتطوعين الجدد "إلا اذا كان يملك تبرعا كبيرا، والمفترض في العمل التطوعي هو التطوع بالوقت والمجهود لا بالضرورة المال". وقال جراح الجسار إنه يرغب في استغلال وقت الفراغ بالتطوع في إحدى جهات العمل التطوعي، لكنه يجهل "إلى من وأين يتجه"، مشيرا إلى أن الجهات التطوعية ضعيفة اعلاميا. من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي أنور الحساوي لـ"كونا"، أن "الجمعية تستقبل الراغبين في التطوع من سن 16 سنة فما فوق ومن الجنسين". وأشار الحساوي إلى وجود العديد من النشاطات التطوعية، التي يمكن لهؤلاء المشاركة بها في البلاد منها زيارة دور الرعاية والمستشفيات والاحتفالات الوطنية والمناسبات الدينية.
مشاركة :