كونا - رأى اقتصاديون كويتيون أن التراجعات التي شهدتها تعاملات سوق الكويت للأوراق المالية خلال الأسبوع المنصرم، تعود إلى مجموعة عوامل سلبية أثرت على منوال الحركة، إذ لفتوا إلى أن أهم تلك العوامل شح السيولة، والتركيز على بعض الأسهم الخاملة، إضافة إلى رواج الاشاعات. وقالوا إن السوق منذ بداية الشهر في حالة تباين واضحة جراء عزوف الكثير من المتعاملين، لاسيما كبار صناع السوق عن الدخول في الشراء أو البيع، ما انعكس سلبا على إقفالات المؤشرات الرئيسية. من جهته، أشار مستشار مجلس إدارة شركة أرزاق كابيتال القابضة، صلاح السلطان إلى أن هناك عوامل أثرت بشكل مباشر، وأخرى تركت أثرها بشكل غير مباشر على الأداء العام للسوق. وأوضح أن تلك العوامل تتمثل في النتائج المالية للشركات عن الربع الثاني، والتي كان معظمها «غير مشجع»، علاوة على انسحابات بعض الشركات من السوق، ناهيك عن تدني السيولة. وتوقع السلطان استمرار المنهجية التي يسير عليها السوق منذ شهر رمضان الماضي حتى منتصف سبتمبر المقبل، وذلك لحين انتهاء موسم الإجازات للعديد من مسؤولي الشركات أصحاب القرارات، بالإضافة إلى المتعاملين الكبار، على أن يعود زخم الشراء خلال المرحلة المقبلة. بدوره، لفت المحلل المالي، حمد الهاجري إلى أن السوق بات يسيرعلى خط التحفيز البطيء لبعض الشركات المدرجة، والتي أعلنت طوال الأسبوع توقيع بعض الصفقات أو الاستحواذات وغيرها من التطورات، لاسيما وأن هناك الكثير من المتعاملين يراقبونها لاتخاذ قراراتهم بشأن شراء أو بيع أسهمها. وذكر الهاجري أن الأسهم الخاملة هي العامل الأهم في منوال أداء السوق خلال الجلسات الـ 5 الماضية، إضافة إلى الأسهم متدنية القيمة التي يتراوح سعرها بين 50 و100 فلس، إذ من المتوقع ارتفاع الطلب عليها إلى ما بعد الانتهاء من عطلة عيد الأضحى. بدوره، قال المحلل المالي محمد الطراح إن عمليات جني الأرباح على بعض الأسهم التي شهدت ارتفاعات خلال الجلسات الماضية تعد أبرز المحطات التي كانت حاضرة على مدار الأسبوع وزادت آخر جلستين، إضافة إلى وجود بعض المنشطات من قبل شركات تشغيلية مدرجة أثرت على المسار العام للسوق. وتوقع الطراح بقاء المسار العام للسوق على حاله الأسبوع المقبل، إلا إذا ما وردت بعض الأخبار المتعلقة بمجموعة الاستثمارات الوطنية بشأن صفقة الاستحواذ على سهم الشركة الكويتية للأغذية «أمريكانا»، والتي من المتوقع أن يتأثر بها المتعاملون سواء الأفراد أو المؤسسات. وشهدت مجريات حركة الأداء العام في السوق خلال ساعات الجلسة نشاطاً على نحو 23 شركة شهدت ارتفاعا، مقابل 40 شركة شهدت انخفاضات من أصل 115 شركة تمت المتاجرة بها. واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم «كويت 15» على 7.8 مليون سهم، بقيمة نقدية فاقت 3.7 مليون دينار، تمت عبر 254 صفقة نقدية ليخرج المؤشر من تعاملات الجلسة عند مستوى 808.9 نقطة. وكان لأخبار الكثير من الشركات أثر واضح على قرارات المتعاملين في الدخول بأوامر الشراء أو البيع، ومنها إشعار مصرف البحرين المركزي بتسلمه طلبا من بنك الإثمار بتحويل أعماله المصرفية إلى (اي بي و آي بي كابيتال)، بالإضافة إلى إيضاح شركة «مباني» حول اتفاقية إدارة وتشغيل فنادق بمجمع «الأفنيوز». يذكر أن البورصة أغلقت تعاملاتها أمس على انخفاض مؤشراتها الرئيسية الثلاثة بواقع 6.6 نقطة للسعري ليصل إلى مستوى5428.91 نقطة، بقيمة نقدية بلغت 5.8 مليون دينار تمت عبر 1453 صفقة نقدية وكمية أسهم بلغت 47.2 مليون سهم.
مشاركة :