بدأت قوات عسكرية كبيرة، عملية تمشيط واسعة في جبل الوحش في أعالي قسنطينة (400 كلم شرق العاصمة) وهي منطقة هادئة نسبياً، لكن معطيات أمنية تحدثت عن تنقل مطلوبين بالإرهاب عبرها، من وإلى الحدود التونسية، ومن بينهم القائد المحلي لتنظيم «القاعدة» المدعو «أبو مصعب عبد الودود». وحولت قوات عسكرية عملياتها من جبال بيسي في منطقة عزابة شرقي سكيكدة، في اتجاه الشمال على بعد نحو 70 كلم حيث جبل الوحش، بعد ساعات فقط من عملية تدمير واسعة لألغام تقليدية في المنطقة. وأفيد بأن قائد الناحية العسكرية يتولى الإشراف شخصياً على العملية، بعدما أمر بإنهاء عملية التمشيط الأولى في محافظة سكيكدة المجاورة. وأبلغت مصادر «الحياة» أن قوات الجيش توقعت تواجد قائد «القاعدة» في جبال بيسي التي انتهى التمشيط فيها بمقتل ثلاثة مسلحين. وتتبع الجيش معلومات عن تنقل المدعو «ابو مصعب» من جيجل الى سكيكدة في محور غابي ينتهي الى الحدود التونسية. ونقل الجيش عملياته الى قسنطينة بعد ساعات من اعلان وزارة الدفاع عن تمكن مفارز الجيش الاثنين الماضي من كشف وتدمير 18 لغماً تقليدياً خلال عملية تمشيط بمنطقة واد بوصفيصف في الخروب في ولاية قسنطينة. وأوضح المصدر أنه «في إطار مكافحة الإرهاب، كشفت مفارز للجيش ودمرت في 22 الشهر الجاري، 18 لغماً تقليدياً خلال عملية تمشيط في منطقة واد بوصفيصف في الخروب» والتي تتبع الناحية العسكرية الخامسة. ويصنف جبل الوحش في قسنطينة بالهادىء نسبياً، الا انه يظل منطقة استراتيجية للتنقل بين محافظات داخلية وما يعرف بالشمال القسنطيني، وفي نيسان (ابريل) الماضي، لقي أربعة عسكريين مصرعهم في جبل الوحش، وذلك أثناء مشاركتهم في عملية بحث وتمشيط في هذه المنطقة الجبلية. ونقل عن مصادر أمنية محلية قولها إن القوة العسكرية التابعة للجيش فوجئت بإطلاق النار تجاهها باستخدام قذائف الهاون، ما أدى إلى مصرع العسكريين الأربعة، نتيجة إصابتهم بجروح بليغة أثناء محاولتهم الرد. وأفيد حينها بأن عدد الإرهابيين الذين شنوا هذا الهجوم ظل مجهولاً وأن قوات الأمن حاصرت على الفور موقع الحادث، وتم تعزيز التواجد الأمني في مداخل ومخارج ووسط ولاية قسنطينة التي كانت تشهد اختتام مهرجان «عاصمة الثقافة العربية».
مشاركة :