جاء في تقرير صادر من معهد «Reputation Institute» عن عام 2016 أن سمعة الدول يمكن أن تبنى على مدار فترات طويلة، ولكن من الممكن انهيارها بشكل فوري، ومع انتشار الإرهاب في عدة دول حول العالم ونشر صور قتل الشرطة لمواطنين، تكون السمعة بمثابة شيء يمكن تضرره في لحظات. وصنف تقرير «Most Reputable Countries» سبعين دولة حول العالم من حيث سمعتها في العام الحالي، واحتلت السويد المرتبة الأولى متفوقةً على كندا التي جاءت في المركز الثاني، وسويسرا التي حلّت ثالثة، وأستراليا التي جاءت في المركز الرابع هذا العام. ويجري المعهد مسحاً على عشرات الدول حول العالم ويستطلع آراء ما يقرب من 48 ألف شخص بطرح تساؤلات عن عدة معايير من بينها جودة المعيشة وعدد إجازات الآباء لرعاية الأطفال. ومن أبرز المعايير التي يعتمد عليها التصنيف مدى احترام ونظر العالم الخارجي لكل دولة وحرية الإعلام، بالإضافة إلى معدل الأمن لديها في مواجهة الهجمات الإرهابية. يؤخذ الجانب الاقتصادي والسياسي في الاعتبار بالطبع، فمحاولة الانقلاب الفاشلة والاعتقالات واسعة النطاق في تركيا أثرت سلبياً على سمعتها، كما أن الوضع المتذبذب في دول أوروبية بسبب الإرهاب أبطأ من تقدمها في التصنيف. بدورها، تعرضت المملكة المتحدة لضغوط في تصنيفها بسبب التصويت التاريخي في يونيو الماضي بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا تزال اليونان تعاني من أحوالها الاقتصادية مع محاولة سداد ديونها رغم تفوقها على الصعيد الاجتماعي. أما ألمانيا فقد هبطت في التصنيف رغم قوة الاقتصاد وجودة المعيشة بها بسبب تدني شعبية المستشارة أنجيلا ميركل منذ أزمة اللاجئين وتداعياتها على المجتمع والهجمات الإرهابية ضد المدنيين، بينما احتلت أمريكا المرتبة الثامنة والعشرين. الشرق الأوسط من ناحيتها، احتلت المغرب المرتبة الأولى عربياً تلتها الإمارات، بينما هبط تصنيف دول أخرى مثل العراق وإيران في ظل انتشار الإرهاب وتراجع حقوق الإنسان في هذه الدول، وهو ما جعل من غير الآمن زيارتها. في المقابل، لم يتم تقييم تصنيف سورية بسبب الحرب الأهلية التي تسببت في مقتل الآلاف وهروب سكانها إلى دول أخرى في السنوات الخمس الأخيرة، ولم تصنف آيسلندا أيضاً بسبب اعتبارها واحدة من أسعد الدول وأكثرها تقدما حول العالم.
مشاركة :