السفير السبهان سفير فوق عادة الانكسار والخنوع، فوق عادة الجبن والذل، يكاد يكون اليوم السفير الاول على مستوى العالم الذي يعمل في بيئة تستهدف حياته بالعلن، ولو كان هناك وسام دولي للشجاعة الدبلوماسية لاستحقه السبهان بلا منازع، شخصية هذا السفير واداؤه يشبهان موقف بلده من البلد المقيم فيه، عراق عربي موحد، هذه العبارة لم يصرح بها السفير السعودي ويختبئ خلف حصانته في المكتب المريح والآمن، بل عمل بمقتضاها في تحركاته واجتماعاته وتصريحاته، لذلك اصبح رأسه مطلوبا من سراق هوية العراق العربية. شجاعة السبهان للاسف لم تكن محل إلهام سياسي واعلامي للعرب، فقد غاب بضعف الحضور السياسي والاعلامي العربي من قضية محاولة اغتيال السفير السعودي في بغداد، وهذا يقدم لنا صورة كئيبة ومنكسرة عن حال العرب وخروجهم من منطقة التأثير في قضاياهم المصيرية، فلو كان المهدد بالاغتيال السفير التركي فماذا يمكن ان يعمل الاعلام العربي وناشطو شبكات التواصل الاجتماعي العرب؟ اترك للقارئ العزيز حرية الخيال والمقارنة. حادثة محاولة الاغتيال تتطلب تحركا عربيا سياسيا يكون مضمونه الاحتجاج والمطالبة بتحمل الدبلوماسية العراقية المسؤولية عن هذا التجاوز على الاعراف الدبلوماسية، الامين العام لجامعة الدول العربية عليه ان يتحرك او يحرك للتنديد بهذا العمل المشين ويطلب اجتماعا ولو على مستوى المندوبين الدائمين، فالمملكة وسفيرها في العراق يعملان وفقا للرؤية السياسية العربية التي تتعرض اليوم في العراق الى هجوم كاسح من قومية اجنبية همجية، والتخاذل العربي عن حماية الدور السعودي في العراق يعد تخليا جبانا عن هوية العراق العربية، الامر الآخر الذي يجب اللجوء اليه هو العشائر العربية العراقية فالمطلوب سماع صوتها الحر الداعم للوجود السعودي في العراق، وهذا المكون الاصيل يحتاج لشيء من التواصل الشعبي معه، واعطاء صوته مساحة مقدرة في الاعلام العربي ليعبر عن عروبته وترحيبه الكريم باشقائه على ارضه، التأكيد على عروبة العراق هي المهمة الاساسية التي يعمل السفير السبهان على ترسيخها، وبهذا تكون هذه المهمة خطيرة جدا في العراق الذي خنقت روحه العربية واقتربت ان تخرج من جسده، لذا تكون محاولة اغتيال السفير السعودي عملا موجها لكل العرب وكل مواطن عراقي يؤمن بهويته العربية، لذلك يجب ان تكون ردة الفعل تأخذ الصفة العربية: الجامعة العربية تطالب بتحقيق موسع تشترك هي به، وتتفحص اجراءات الحماية، والعشائر العربية العراقية تعلن وقوفها بجانب السفير السعودي، وهذا العمل لا يتم الا من خلال ادوات محددة نملكها نحن السعوديين وعلينا استخدامها، تبدأ من وزارة الخارجية السعودية، والمكون العشائري السعودي لفتح قنوات التواصل مع ابناء عمومتهم في العراق. محاولة اغتيال السفير السبهان يجب الا تمر مرور الكرام، بل تتطلب مئات الوقفات والمواقف ليتحقق الردع والحماية.
مشاركة :